محارق الحروب..!

الأحد 5 من شوال 1445 هــ
العدد 50168
نحن نعيش فى منطقة ملتهبة، أو بؤرة اشتعال، (الشرق الأوسط – المنطقة العربية)، فمن يتابع الحالة العسكرية بين إسرائيل وإيران الآن فسوف يعي، أو يدرك أن المنطقة تنتظرها محرقة جديدة برغم أنها لم تنتهِ بعد من محرقة غزة، أجمل مدن الشرق الأوسط التى دمرها الاحتلال الإسرائيلي، وأباد شعبها بنيران المدافع، والطائرات، والبوارج، والرشاشات، وتحت نير الكراهية التى أشعلتها، وأججتها تلك الدولة (الشوكة) المغروسة فى الجسد العربي، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.

إن إسرائيل وأمريكا نسيتا مسئولياتهما عما حدث فى 7 أكتوبر الذى يكرهانه، لكن مسئولياتهما واضحة فى عدوانهما، واستئسادهما على شعب صودر حقه فى الحياة منذ أكثر من 75 عاما، ولا يريدان له أن يقاوم، بل يرفضان أن يتنفس، وها هى صورة الشرق الأوسط تعكس إجرام إسرائيل المدعومة أمريكيا، وغربيا، وتوحش نيتانياهو وبايدن للرأى العام العالمي، وتحاول إسرائيل جرجرة إيران وإدخالها مباشرة فى هذه الحرب المشتعلة. إننى أتمنى ألا تندفع المنطقة إلى حرب (محرقة) جديدة، ولذلك أتذكر بامتنان رجال السلام الذين يتقدمهم فى منطقتنا الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كسب الرأى العام العالمى فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ 2022 عندما أرسل دعوة للسلام، ووقف الحرب الأوكرانية- الروسية، ومازال يعالج تداعيات، وخطورة حالة الهمجية التى زرعتها إسرائيل فى المنطقة بعد أحداث أكتوبر 2023 التى هزت كيان الشرق الأوسط، بل العالم كله.

أوقن أن محارق الحروب ليس فيها انتصارات لأحد، ومن يرتكب جريمة الدخول فى الحروب يحرق بلاده، وعلى إيران أن تفهم، وتعى المخططات الإسرائيلية – الأمريكية – الغربية التى تستخدم الاحتلال الإسرائيلى لتحقيق مصالحها فى منطقة الشرق الأوسط، ولذلك يجب على طهران أن تقوم بالتنسيق مع الدول العربية، لأن العرب أدرى بأساليب، وطرق حل القضية الفلسطينية، وعلى القوى الإقليمية المختلفة أن تدرك أن أى تدخل دون التنسيق مع الدول العربية سيجلب مزيدا من الحروب، للمنطقة، ويكفى ما نراه، ونسمعه يوميا عن قدوم ترسانات الأسلحة الأمريكية، والغربية، وتمركزها فى المياه الإقليمية.. وقى الله المنطقة من الكارثة المقبلة التى تخطط لها إسرائيل.