2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أجندة جوتيريش..!

الخميس 9 من شوال 1445 هــ
العدد 50172
بعد التطورات التى حدثت فى منطقة الشرق الأوسط، والحرب الأخيرة، هل نستطيع أن نقول إن عملية السلام قد ماتت إكلينيكيا، ولم تعد مطروحة وسط عالم جامح تتهدده الأخطار، وتعصف به التحديات؟..

لقد أطلق أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، فى يوليو ٢٠٢٣ مشروعه (الأجندة الجديدة للسلام) ليكون إسهاما أمميا فى عالم مضطرب، وليكن إرثا شخصيا فى منتصف ولايته الثانية، والأخيرة، بعدما بدأ عهده بأفكار إصلاحية طموحة، والحقيقة أن الرجل له فى الشرق الأوسط الآن عموما مكانة مميزة، ولدى العرب خصوصا، بسبب وقوفه أمام معبر رفح مطالبا بحقوق الفلسطينيين، وشجاعته هذه ليست وليدة اليوم، فهى منذ «كوفيد- ١٩» ، تلتها الحرب الروسية- الأوكرانية، ثم عملية «طوفان الأقصى» الفلسطينية، ورد الاحتلال الإسرائيلى عليها المدمر للبشر، والحجر.

إن مشروع جوتيريش يتعلق بقضية حيوية للبشرية فى سعيها المتعثر لتحقيق حلم السلام، ولأننا نعرف أن السلام ليس الحالة الطبيعية ولكن الصراع هو الأساس، فإن الحديث عن أجندة جوتيريش الجديدة ذو شجون، ويستدعينا إلى التنقيب، والبحث عن تراث مصر فى السلام بين السادات ومبارك، وصولا إلى أجندة الراحل بطرس غالى عام ١٩٩٢، وهى أجندة استجابة لطلبات صنع السلام وحفظه من مجلس الأمن، وتعزيزه، وإذا عدنا لأجندة غالى فسوف نجد أنها تضمنت عددا من المعلومات الإضافية للدبلوماسية الوقائية، وأكدت أهمية الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لتبرير التدخل العسكرى دون موافقة أطراف النزاع، أى لمفهوم بناء السلام بعد الصراع، وجوتيريش يسير على المنوال نفسه، حيث تتضمن الأجندة إزالة الأسلحة النووية، وتعزيز الدبلوماسية الوقائية، والوقاية من الصراع، والعنف، وتعزيز استدامة السلام، وتعزيز آليات السلام، أى فرص السلام، وعمل مقاربات مبتكرة للسلام تمنع عسكرة مجالات التكنولوجيا البازغة، والفضاء، وتعزير الحوكمة الدولية ببناء آلية أقوى للأمن الجماعي. باختصار، أجندة جوتيريش تصلح لإدارة الصراع بعد حرب غزة، فهى تستجيب للتحديات المشتركة، والمستجدة لعالمنا، فهل تنجح فى إحداث واقع جديد أكثر مواتاة للتعامل مع قضايا السلام، والأمن المتفاقمة فى عالمنا، أم يصبح السلام المنشود حلما بعيد المنال؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى