2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الهدنة لا المساومة..!

السبت 3 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50195
عشنا «حالة» فى عدوان إسرائيل على غزة كنا لا نريد أن نراها، واقتربنا من الهدنة التى سوف تُنهى أكثر من نصف عام من مأساة أهل غزة، والتى امتدت إلى رفح، وكان الفلسطينيون هناك يترقبون، ولايزالون، إعلان « الهدنة»، وتوقف المدافع فى هذه البقعة التى شهدت أسوأ عدوان على البشر، والحجر فى عالمنا المعاصر، الذى يكتشف كل يوم المقابر الجماعية، وهى نتيجة حالة إعدام الاحتلال الأسرى، والغزاويين بتهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أو الاقتراب منها.

أعتقد أن ما حدث فى رفح «مساومة» رخيصة من اليمين الإسرائيلى، فقد كنا ننتظر ألا تلعب تل أبيب «حافة الهاوية» مع دول المنطقة بعد أن ارتكبت كل المجازر، ولا توجد، باعتراف الجميع، قوة قادرة على تلجيم آلة الحرب المدمرة الإسرائيلية على المدنيين إلا أمريكا، وأعتقد أنها بحاجة إلى شراكة من المجتمع الدولى، خاصة القوى الشريكة (روسيا والصين) بعد ما وصلت الحرب إليه الآن، وهو «نقطة فارقة» لا تتحملها المنطقة، وذلك بعد أن وصل الأمر إلى الشارع، سواء فى إسرائيل أو غزة، وسيكون خبرا سعيدا أن يتم الاتفاق، أى اتفاق، مهما يكن، بعد أن تطلع أهل غزة بفرحة عارمة إلى بداية توقف الحرب، ولم تتوقف أكثر من مرة، إلى أن دخلنا فى النصف الثانى من سنة الحرب.

إن الأمل مازال معقودا على أن تفهم «حماس»، ويدرك اليمين الإسرائيلى، بقيادة نيتانياهو، أن المعاناة فى المنطقة بلغت منتهاها بعد أن باتت كل مدن غزة خرابا، وبتنا نطالب «حماس» بألا تراهن على مظاهرات الغرب، وأن تحافظ على ما تبقى من رفح، وتعطى الحل السياسى فرصة، وتتعاون مع السلطة الفلسطينية مهما تكن الخلافات معها.

فى غزة ضجيج، أو أكثر من حرب، ويجب أن تتوقف المأساة فورا، حلا، أو تهدئة، يعقبها وقف نهائى للحرب، مما يحقق إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، ويقبل بإدارة جاهزة فى السلطة الفلسطينية تحكم لمنع تحويل القطاع إلى منطقة عسكرية إسرائيلية.

مازلت أرى أن مواصلة اقتحام رفح، والمساومة عليها مع حماس، خطر كبير على دول المنطقة، بل خطر على إسرائيل وعلاقاتها مع محيطها، والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى