الكويت.. وتصحيح المسار!

الثلاثاء 6 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50198
الذين يعرفون دولة الكويت، وأهلها، خاصة آل الصباح، لم يفاجأوا بقرار الشيخ مشعل الأحمد، أمير البلاد، تعليق البرلمان لمدة ٤ سنوات مقبلة، وإعطاء الوقت لدراسة التجربة الديمقراطية الكويتية ككل، وتعديل الدستور، إذا لزم الأمر، فالأمير مشعل شخصية قوية.. واضحة الرؤية.. تنظر للحاضر، وتتطلع للمستقبل، وعندما يتخذ القرار الخطير فإنه يعرف التشخيص، والعلاج. إن المنطقة العربية ككل تمر بمرحلة خطيرة، وحساسة الآن من عدم الاستقرار، والحروب، والتدخلات الخارجية، ويكفى أن ننظر إلى المشرق العربى، وما يحدث فى دوله فنشعر بالخوف الشديد للانقسامات التى حدثت هناك فى سوريا، ولبنان، والعراق، وما يفعله الاحتلال الإسرائيلى منذ قرن من الزمان فى فلسطين، والبقية تحاول الصمود فى وجه الأعاصير، وقد امتد الخوف إلى قلب الخليج فى اليمن السعيد، وإلى قلب إفريقيا فى السودان، وليبيا، وأمام هذا الوضع، فقد شعر أمير الكويت بالخوف على تجربة بلاده، فاتخذ قراره التاريخى لوضع حد للمتصارعين فى مؤسسات الدولة التنفيذية، والتشريعية، واستخدامها فى إعاقة الدولة، والتنمية، حيث وجد الأمير أن العراقيل، والمصاعب تُوضع عمدًا أمام الدولة، وأمام الكويتيين، وأجيال الشباب الكويتى لديهم تطلعات كبيرة لبلدهم، وقد تصورت الجماعات المتطرفة أنها من الممكن أن تستغل الديمقراطية الكويتية، لتحقيق المصالح الشخصية، وكذلك الفئوية، لهدم الديمقراطية لمصلحة قوى خارجية، ومصالح داخلية.. أعتقد أن اضطراب المشهد السياسى فى الكويت، الذى يدفع له بعض المصالح الخارجية نحو الفوضى، فى زمن إسقاط الدول، مخيف، وصعب على البلاد صاحبة السبق، والرؤية التاريخية القديمة، فالفوضى، وعدم استقرار الدولة، وتعطيل التنمية، والتدخل فى أخص شئون الكويت، تحت أى مسميات، خطر على الدولة، ومستقبلها، ولم يكن غريبا على شخصية الأمير مشعل أن يتدخل ليعالج الثغرات، بل يساعد فى تخليص الكويت ومستقبلها من موروثات مرحلة التسعينيات، وتتعافى، وتقوى، لتنضم لمسيرة دول الخليج الزاهرة، فكل التحية للشيخ مشعل، أمير الكويت، الذى تدخل لتصحيح مسار بلاده، وتقوية مؤسساتها قبل فوات الأوان.
