2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

قمة «تيانجين».. ترقب ومخاوف وتطلعات!

الأحد 15 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50679
سيتذكر العالم، خاصة منطقتنا، قمة «تيانجين»، أو «تجمع شنغهاي» 2025، طويلا، رغم أنه لم يؤسس لنظام عالمى جديد، كما تصوروا، رغم اشتراك الثلاث الكبار (الصين، والهند، وروسيا)، ولكننا فى الشرق الأوسط كنا شاخصين للمتغيرات الجديدة لأنها جعلت منطقتنا فى قلب التوازنات المختلفة، وهى فى حروبها الكارثية مع إسرائيل، واهتزاز وضعف معظم دولها، بل جعلت الخليج والبحر الأحمر امتدادا «للأوراس»، وفى قلب عملية رسم التوازنات فى «أوراسيا»، وتبنى واقع ناشئ فى منطقتنا يقوم على تعدد التحالفات لا حصرها الأحادى مع واشنطن، خاصة مع حصول «مصر، والسعودية، والإمارات» على صيغة «شركاء حوار» منذ 2022، وانضمام إيران بعضوية كاملة فى 2023 .

أعتقد أن القمة الأخيرة هى الأوضح منذ قيام هذا التجمع فى 2001، بل واضح من البريكس، وعلى مدى ربع قرن، أنه أصبح يمثل 45% من سكان العالم، ولكنه كشف عن منسوب الخوف الموجود لدى أمريكا والغرب من أى تجمع، أو تكتل، لا يكونون هم رأسه، حيث شعور الغرب بالضعف المتنامى عُقدة جديدة عليه أن يتخلص منها بعد أن كان الإحساس فى الماضى بـ«فائض القوة»، وكان حوار أو دردشة (شى وبوتين) حول الإعمار، وتطور التكنولوجيا الحيوية، وزراعة الأعضاء هو الأشهر حتى من البيان الختامى للقمة، حيث لم يستطع الشركاء الغاضبون أن يخفوا مشاعرهم (مودى فى الهند غاضب من أمريكا للضرائب الجمركية)، فجرح الهند لا يُخفي، رغم تحالفاتها القوية، والتوازنات الصعبة التى تجعلها القوة الموازية ديموغرافيا وعسكريا للصين، فهى الوحيدة التى يمكن أن تعكر صفو طموحات التنين الصينى المتنامية، كما أن عقوبات روسيا وإيران هى الأخرى أخافتهم من أمريكا.

وأخيرا، القمة لم تخفِ أن الشركاء الثلاثة (الصين والهند وروسيا) عيونهم لاتزال شاخصة إلى السوق الأمريكية، وأن الكل يريد أن يفوز بحصة الأسد، حتى أوروبا مازالت متمسكة، أو عالقة، تنتظر ما تعطيه أمريكا، وعالمنا ترجم رده على ما يحدث فى الغرب والشرق، حيث انضمت مصر إلى النجم الساطع الأمريكي، وشاركت فى قمة «شنغهاي»، لأننا مازلنا نرى أنه عالم واحد يجب أن يجفف الصراعات، ويتعاون معا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى