خطة بايدن لغزة..!

الثلاثاء 27 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50219
طرح الرئيس الأمريكى جو بايدن خطة علنية تتكون من 4 صفحات ونصف الصفحة لوقف إطلاق النار فى غزة، يتم تنفيذها على ٣ مراحل، الأولى تتضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن عدد محدود من الأسرى، والثانية محادثات مع حركة «حماس» بشأن تنفيذ بنود هذه المرحلة، ثم المرحلة الثالثة وهى ما سماها بايدن المرحلة الدائمة لوقف الأعمال القتالية.
لقد أثارت خطة بايدن لغطا فى إسرائيل، وهذا ليس مهما بالنسبة لنا كعرب، وإنما المهم أن يقبل نيتانياهو هذه الخطة، وأن بايدن هو المسئول عن تنفيذها، لأن مأساة غزة التى تتفاقم يوما بعد يوم تحتم علينا انتهاز أى فرصة لحلها، وإغاثة أهلها، ومنع تهجيرهم القسرى، وجعل الحياة فيها ممكنة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، خاصة أن ما حدث لغزة، وأهلها لم يثر غضب العرب وحدهم، وإنما العالم كله، حيث التعاطف امتد بطول وعرض الكرة الأرضية، وأصبح الجميع يحلم بتخليص غزة من هذا الكابوس، والهول الذى تعانيه.
أعرف أن الجميع سئم الخطط، والحلول الأمريكية، لأن كم الخطط التى اقترحتها واشنطن، والجولات التى قام بها وزير خارجيتها، وأعضاء الإدارة الأمريكية على مدى 8 أشهر من حرب الاحتلال على غزة لم يكن له أدنى تأثير على نيتانياهو ومجلس حربه، لكن يجب أن يقف الجميع خلف هذه الخطة حتى لو كان بايدن ونيتانياهو يستخدمانها لأسباب تتعلق بهما، وتخص قاعدتهما الانتخابية فى كلا البلدين، فنحن لنا الظاهر، أو كما يقولون «خليك ورا الكداب لحد باب الدار»، لأن كل مقترح يُنهى هذه الحرب المجرمة على غزة وشعبها أنا اعتبره مقترحا جديرا بالاهتمام والتجريب حتى لو كان قاصرا، أو مؤقتا، وأن يتم التعامل معه من كل الأطراف بالجدية المطلوبة لإنجازه، لأن الشعب الفلسطينى فى غزة يعيش فى جحيم حقيقى.
أوقن أن الفلسطينيين، والعرب يريدون حل الدولتين، ولديهم الرغبة فى ذلك، لكن إسرائيل هى المعضلة، فهى ليس لديها حل إلا الحرب، وهى الرافضة حتى الآن لأى حلول، وأبسطها، وأهمها قيام الدولة الفلسطينية، فدعونا نرحب بمبادرة بايدن لوقف الحرب، ونعمل على تعظيم حركتها إلى الأمام.
