رسالة عالمية لغزة

الثلاثاء 12 من ذي الحجة 1445 هــ
العدد 50233
قبل الدخول فى موسم الحج، والأعياد مباشرة، كان التحرك المصرى- الأردنى- العالمى فى البحر الميت بارزا، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والملك عبدالله الثانى، والذى استخدم فيه البلدان إمكاناتهما الدبلوماسية الفائقة فى حشد المجتمع الدولى، وفرض وجهة نظرهما لإغاثة «الأونروا»، ومواصلة دعمها المدنيين، وإعادة فتح المعابر وتسليمها للسلطة الفلسطينية، وبالقطع كانت خطوة مؤثرة لتشديد الضغط على إسرائيل لإنقاذ المدنيين فى غزة، مما اضطر الجيش الإسرائيلى لكى يعلن من جانب واحد عن هدنة تكتيكية فى جنوب غزة طُبقت بوقف الأنشطة العسكرية فى جنوب القطاع خلال ساعات النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية من الثامنة صباحا إلى 7 مساء يوميا، وتشمل المنطقة الممتدة من معبر كرم أبوسالم حتى طريق صلاح الدين شمالا، مما جعل بن غفير، وزير الأمن القومى «المجنون»، يصف من اتخذ قرار هذه الهدنة بأنه شخص شرير، وأحمق. لقد كانت قمة «البحر الميت»، التى شارك فيها أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس وزراء إسبانيا، ووزير خارجية أمريكا، من القمم المميزة، والتى مثلت رسالة مهمة قبل الأعياد مفادها أن الضمير الإنسانى، والعالمى لم يمت بعد، ويتحرك بقوة لإغاثة غزة، مشاركا الضغوط الدولية من الأمم المتحدة، والمحكمة الدولية، والاتحاد الأوروبى لوقف الحرب، وإغاثة غزة، وإنقاذ 2.3 مليون فلسطينى من هذا الوضع المؤلم، فهم يواجهون الموت، والمجاعة منذ 9 أشهر، والمساعدات بدأت فى التباطؤ، بل توقفت بعد إغلاق المعابر البرية، وعرقلة المستوطنين الإسرائيليين توصيلها للمحتاجين هناك. كما رصدت هذه القمة احتياجات أهالى غزة التى تقدر بنحو 2.5 مليار دولار، بل يحتاجون إلى 300 مليون دولار شهريا لإعادة الأمن، وتوصيل المساعدات الغذائية، والطبية عبر المعابر البرية، التى طالب الرئيس محمود عباس بتسليمها إلى السلطة الفلسطينية، وشهدت تحركا أمريكيا لمساعدة غزة بحزمة 400 مليون دولار، وتحركا أوروبيا فى المسار نفسه، وكان الأمين العام للأمم المتحدة، كعادته، فى هذه القمة، قادرا على تشخيص الموقف فى غزة أمام المجتمع الدولى، حيث انخفضت المساعدات بمقدار الثلثين، ونقل صورة معاناة مليون طفل، وتضرر أكثر من 60% من المنازل، حيث يعيش الناس بلا مأوى.
