مبارزة بايدن وترامب

الأربعاء 27 من ذي الحجة 1445 هــ
العدد 50248
خرج بايدن جريحا، وظهر ترامب متفوقا عقب المناظرة الأولى بينهما، ولا يعنى ذلك نهاية الانتخابات، ولكنها بداية مختلفة.
لقد خانت بايدن الذاكرة، وهزمه الهِرم، وكبر السن، ولم تشفع له المعالجات، والتلقين فى مجاراة غريمه الذى استعد له فى المباراة، أو المبارزة التليفزيونية المخيفة أمام جمهور متعطش للدماء، وتعيده الذاكرة إلى بطولات الملاكمة الشهيرة، أو مصارعة الثيران فى روما القديمة، كما كانت صورة الديمقراطية الأمريكية مخيفة فى مناظرة بايدن وترامب، فأى مستقبل لهذا العالم إذا كان تقييم أهم رئيس فى العالم يتم بهذا الأسلوب الهمجى، وتلك الأساليب المخزية؟!، حيث فجأة شعر الجمهور المتعطش لبايدن بأن بطله أصيب بالعطب، وأنه «روبوت» لم يتم تلقينه جيدا، وفشل فى أداء مهمته، فوقع فريسة أمام غريمه الذى أوسعه ضربا أمام مؤيديه الذين أصيبوا بالإحباط، وخرجوا من المبارزة يرون أن شبح ترامب يعود من جديد، ويطل على البيت الأبيض، وأنه سيحكم أمريكا فى السنوات الأربع المقبلة، وأن حصانهم المرتقب لن يصمد فى المعركة طويلا.
أعتقد أن ما يخصنا كعرب فى هذه المناظرة أننا أمام رئيسين، أحدهما هرم، والآخر مدان، يتبادلان مقاعدهما فى البيت الأبيض، وإذا كنا ننتقد سياسة بايدن، خاصة فى التعامل مع إسرائيل وغزة، فإن الأمل الوحيد فى التراجع عن الأخطاء الأخيرة، والضغط لتحقيق نتائج، لكن المؤكد أن ترامب سيكون أسوأ بمراحل، وأكثر استيعابا للعناصر المتطرفة فى حكومة نيتانياهو، وأننا فى مأزق حقيقى، لأن جلب الفلسطينيين إلى طاولة تفاوض يتطلب سياسة أكثر عدلا من تلك التى اتبعها ترامب فى وصف الفلسطينيين، حتى إنه وصف غريمه بأنه «فلسطينى» فى عنصرية فجة، وأنه (أى ترامب) الرئيس الأكثر تأييدا للإسرائيليين على الإطلاق، ولعلنا نتذكر حملته على بايدن 2020، وسوف نتذكر خطابه المنتظر كهدية من الجمهوريين، وعربون دعم لهم، ورئيسهم القادم فى الكنيست، حيث يبدو لنا أن رهان نيتانياهو على ترامب قد يتحقق، ولذلك فإن عودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض لا أقول مخيفة، ولكنها صعبة، وتحتاج إلى سياسات مختلفة من الفلسطينيين، والعرب، ومن الاتحاد الأوروبى، بل العالم كله.
