2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما وراء محاولة اغتيال ترامب!

الثلاثاء 10 من محرم 1446 هــ
العدد 50261
لم تهدأ زوبعة مناظرة بايدن وترامب، وتأثيراتها على مستقبل الرئيس القادم؛ حتى انفجر حادث، أو محاولة اغتيال الرئيس السابق، والمرشح، فى مهرجان انتخابى، فى الأيام الأولى لانطلاق مؤتمر الحزب الجمهورى، الذى، بالتأكيد، سينتهى بترشيح ترامب لمواجهة الديمقراطيين، فى سابقة انتخابية لم تحدث من قبل، فالرئيس السابق مرشح، وأمام الخصم نفسه (بايدن) الذى أخرجه من البيت الأبيض منذ 4 سنوات مضت، بمعنى أن ترامب، بطل المشهد، وصاحب الصورة، أعاد رسم ثيودور روزفلت (1912) الذى نجا من حادث قتل، وأصيب بجروح، واستمر فى إلقاء خطابه، حيث لوح ترامب بقبضة يده فى مشهد لن تنساه أمريكا. المتابع لتاريخ العنف السياسى فى أمريكا سوف يجد أنه طال 4 رؤساء فى الحكم، آخرهم جون كينيدى (1963)، وأبرزهم أبراهام لينكولن (1865)، وترامب، الرئيس السابق، والمرشح الأقرب للفوز، دخل هذا التاريخ، ويقولون عنه فى أمريكا إنه «الرئيس الأقوى من المحاكم، والقضايا، والرصاص»، كما أن ترامب هو ابن العنف السياسى، حيث انتهت ولايته الرئاسية بمحاولة اقتحام الكونجرس، وهو أول رئيس فى التاريخ الأمريكى ينذر بالعنف فى حالة عدم فوزه فى الانتخابات، بل لوح باندلاع حرب أهلية، وهو يستخدم تكتيك أن الجميع يسعون للنيل منه، واتهم المدعين الفيدراليين، والقضاة، ومسئولى الانتخابات، والمنافسين، والصحفيين بمحاولة إسقاط حملته، ومنع عودته، لكن حادث محاولة اغتياله فى بنسلفانيا لا يستطيع أحد، حتى أعداؤه، إنكار أن هناك من يريد التخلص منه. أعتقد أن محاولة اغتيال ترامب تنذر بمزيد من العنف السياسى، وعدم الاستقرار الاجتماعى فى المستقبل، وتفتح النار على اليسار فى الحزب الديمقراطى، بل تحشد كل القوى فى المجتمع الأمريكى ضدهم، وقد أدى أسلوب هذه الجريمة، التى يتنصل منها الجميع، وهم جميعا آباء لها، بل متهمون، إلى انحدار المنافسة الانتخابية بين الحزبين الكبيرين، ولذلك فإن هذا الحادث كبير، ومؤثر على أمريكا، والعالم، وله ما بعده، ولكن تبقى الصورة غير مكتملة، لأنه من المعروف أنه عقب الأحداث الكبرى لا تكون الحقائق، ومجريات الأحداث دائما واضحة على الفور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى