2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مغزى الاغتيالات الإسرائيلية «2»

الأثنين 30 من محرم 1446 هــ
العدد 50281
بالعودة إلى بدايات الراحل إسماعيل هنية المشهور بـ«أبوالعبد- 62 عاما»، والمولود فى غزة بمخيم الشاطئ للاجئين، فسنجد أنه انضم إلى حركة حماس فى أواخر الثمانينيات، وتحديدا فى «الانتفاضة الأولى»، وكان من المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة فى عام ١٩٩٤، وقال إن تشكيل حزب سياسى سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة، وقد أسهم أحمد ياسين، المرشد الروحى، فى وصول هنية إلى قمة السلطة فى غزة، إذ كان سكرتيرا شخصيا له، وتعرض كلاهما لمحاولة اغتيال إسرائيلية فى عام 2003، وفى العام التالى قامت إسرائيل بتصفية أحمد ياسين. يصف البعض أن قتل هنية يصب فى مصلحة التيارات المتشددة أو تحديدا فى مصلحة يحيى السنوار وإحكام قبضته على حماس.

بعض التحليلات تشير إلى أن مقتل هنية يصب فى مصلحة الحلول السياسية، وأن مقتله موجه أساسا إلى إيران لإحراجها أمام المتعاملين معها بأنها لم تستطع أن تحميه وهو الموجود فى العاصمة الإيرانية طهران لحضور تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزكشيان، أى أن إسرائيل لا تبحث عن تفاوض، ولا تهتم بتحرير محتجزيها.

كما أن مقتل فؤاد شكر، القيادى العسكرى البارز فى حزب الله يُعد مكافأة مباشرة تقدمها إسرائيل للأمريكيين، لتبرهن على ما قاله نيتانياهو بالكونجرس «إننا نحارب نيابة عنكم»، فهو هدف إستراتيجى أمريكى قبل أن يكون هدفا لإسرائيل، فقد لعب دورا محوريا فى تفجير ثكنات المشاة البحرية الأمريكية ببيروت فى 23 أكتوبر 1983، مما أسفر عن مصرع 241 فردا عسكريا أمريكيا، وإصابة 128 آخرين، وهو مصنف إرهابيا عالميا من الخارجية الأمريكية، لكن فى حزب الله كان بمثابة قاسم سليمانى الحزب، ورغم أن حزب الله خسر ما يقرب من 285 قياديا خلال الحرب الراهنة فإن الشيخ محسن (فؤاد شكر) هو أقوى هذه الحلقات، ولذلك فإن الاغتيالين الأخيرين (هنية وشكر) يفتحان جبهات الحروب، ليس للتفاوض ولكن للتصعيد، وبالتالى فإن نيتانياهو حقق بذلك هدفه وهو «إشعال الحرب فى الشرق الأوسط حتى إشعار آخر، وحتى انتخاب الرئيس الأمريكى القادم»، وتلك خطة جهنمية افتعلتها حكومة نيتانياهو المتطرفة لتجعل نيران المنطقة لا تتوقف، وصب مزيد من الزيت على الحرائق المشتعلة فى قلب الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر حتى الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى