نحن.. وإيران!

الثلاثاء 12 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50352
ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط فى عام الحرب التى تدخل الآن معركة ثانية كبرى بعد غزة فى لبنان مع حزب الله – معترك صعب، ودقيق، وتأثيراته على كل دولنا قوية لسنوات مقبلة، وتشكل فيه التحركات الدبلوماسية غير المعلنة تأثيرا أكبر مما هو معلن، ولا شك فى أن الدور الإيرانى فى حربى غزة، و«حزب الله» كبير، بل مع صواريخ الحوثيين فى اليمن، وفى البحر الأحمر، وصاحبة التأثير الأكبر على كل الأطراف المشتركة فى جوانب الحرب، وعلى كل الجبهات، وعلى هذه الجماعات التى هى فى الأصل أذرع إيرانية تتغذى على دعم طهران ذى التأثير الكبير والواضح، وعندما أصبحت المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية مباشرة بعد إبريل الماضى فإننا ندخل الآن مع الضربة الثانية لإسرائيل من إيران مرحلة الرد، والرد على الرد، انتظارا للضربة الإسرائيلية المرتقبة، ومرحلة أكبر.
عطفا على ما سبق، فإن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، حمل رسائل مختلفة من الرئيس مسعود بزشكيان للمنطقة العربية، وإذا كانت هذه الزيارات ستسهم فى تخفيف الاحتقانات والحرب، فإنها ستكون قد أدت دورا إيجابيا، أو أنها سوف تسعى لدرء أى مخاطر كبرى محتملة قد تجر بلاده والمنطقة إلى حرب شاملة، كما تضع حكومة بزشكيان على طريق تقوية العلاقات العربية- الإيرانية، وإرسال رسائل لحض واشنطن، عن طريق بغداد والقاهرة، على تجنب ضربة إسرائيلية كبيرة، أو التخفيف من حدتها، ووضعها فى إطار قواعد الاشتباك بين الجانبين منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، وتسعى إيران لاستغلال الفجوة الراهنة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية حول حدود، وعمق الرد.
ما تؤكده الجولة أن الحكومة الإيرانية الراهنة مختلفة، وأن الرئيس الإيرانى الحالى وحكومته يستحقان أن نساعدهما فى مسعاهما قدر المستطاع فى معالجة الأزمة السياسية التى نجمت عن الحرب، وتجنيب إيران تبعات مستقبلية، وما يجب أن تسمعه إيران أن المستفيد من توسع الحرب الراهنة هو إسرائيل، وهدف الجميع يجب أن يتحد فى المنطقة ككل، وهو منع وقوع كارثة قد تحل بالمنطقة، وأعتقد أن العقل والحكمة هما ما يجب أن تتسم به قرارات الحكومة الإيرانية والأذرع التابعة لها حتى تُفوِّت على اليمين المتطرف فى إسرائيل تحقيق أهدافه باتساع رقعة الصراع، ومصادرة الحق العربي.
