2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما بعد صواريخ إيران..!

السبت 2 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50342
الشرق الأوسط فى مفترق طرق، فقد انتقلت الحرب الإسرائيلية الدامية التى بدأت منذ عام ضد الفلسطينيين فى غزة، وكان نتيجتها تهجير الملايين، وتدمير القطاع كاملا- إلى لبنان، حيث دخل حزب الله، أحد أذرع إيران فى المنطقة، مشاركا بالمساندة لحماس فيما تُسمى «وحدة الساحات» بين الأذرع الإيرانية. لقد كان التطور هو الضربة الإيرانية بالصواريخ التى انطلقت من طهران مباشرة صوب القواعد العسكرية الإسرائيلية، وهذه الضربة كانت ضرورية لحفظ ماء الوجه الإيراني، بعد ضربات متتالية، وصلت لذروتها باغتيال إسماعيل هنية، قائد حماس، فى طهران، وحسن نصر الله،أمين عام حزب الله، فى الضاحية الجنوبية لبيروت، أى أن الحرب أصبحت مباشرة بين إيران وإسرائيل، والبعض يتصور أن الإسرائيليين استدرجوا إيران إلى حرب لضرب منشآتها النووية، فى حين أن الإيرانيين كانوا، ومازالوا، يفضلون الحرب مع إسرائيل، عبر أذرعهم (الجماعات المقاومة)، واستغلت إسرائيل الموقف الأمريكي، الذى يمر بمرحلة الانتخابات الرئاسية، وتهافت الحزبين (الجمهورى والديمقراطي) على تأييد تل أبيب، ودعمها، وما يحدث على الأرض أن الإسرائيليين يمهدون لانتخاب الرئيس الجديد لأمريكا، والمتغيرات السياسية بالمنطقة، والعالم، والجانب الإيرانى أعلن أنه لا يريد الحرب، بل تم استدراجه إليها بالعنجهية الإسرائيلية، لدرجة أن نيتانياهو خاطب الشعب الإيرانى مباشرة، وأعلن صداقته معهم، ولكنه يريد التخلص من الطبقة الحاكمة.. والرئيس الإيرانى الجديد، بزشكيان، كان واضحا فى أن انتخابه جاء للتفاوض مع الأمريكيين، وليس الحرب مع الإسرائيليين. أعتقد أن تداعيات الضربة الإيرانية سوف تُستكمل حلقاتها خلال المرحلة المقبلة، فهل سيكون الرد الإسرائيلى مقدمة لحرب إقليمية جديدة، أم أن التدخل الأمريكى مازال قادرا على تلجيم نيتانياهو، ومنع التصعيد لحرب تؤثر على مستقبل الإقليم ككل، خاصة أن الإدارة الأمريكية الحالية، بقيادة بايدن، غير راغبة، ولا تحبذ توجيه ضربة عسكرية، سواء للمنشآت النووية الإيرانية، أو موانى تصدير النفط؟!، وختاما، فإن منطقتنا فى مفترق طرق، والانتخابات الرئاسية الأمريكية حاكمة، ومؤشراتها مؤثرة للغاية، وأهمية الدول، والحكومات، والشعوب العربية فى إدارة ما بعد الحرب، وإنقاذ الشعب الفلسطيني، واللبناني، واليمني، والسوري، والعراقي- ضرورة فى هذه اللحظات الدقيقة من عمر منطقتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى