السادات.. رجل الساعة!

الأثنين 4 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50344
قبل نحو 43 عاما، وتحديدا فى أكتوبر 1981، كان المشهد فى مصر مثيرا، وصعبا على الفهم، فقد أطلق المتطرفون، والإرهابيون النار على بطل مصر (الرئيس الراحل أنور السادات)، محرر سيناء فى حرب 1973، وصانع السلام فى منطقة الشرق الأوسط (أصعب، وأهم منطقة فى العالم)، حيث رحل بطل ذكرى النصر المجيد فى حادث غير مسبوق فى تاريخ مصر. أعتقد أن السادات الذى فاجأ العالم بحرب التحرير، وأصبح بطلا لها، فاجأ، أيضا، العالم بزيارته التاريخية للقدس فى 19 نوفمبر 1977، فقد كانت له، رحمه الله، رؤية كاملة بعد الحرب، وألقى خطابه الشهير بالكنيست، والذى عبر فيه عن السياسات المستقبلية لمصر، والعرب، وقد قيل عنه، وقتها، إن «الإنسان وصل إلى القمر وها هو السادات يصل إلى القدس»، وجرت المفاوضات بحضور الرئيس الأمريكى، آنذاك، (كارتر) عام 1978، وانتهت إلى اتفاقيات ملزمة أمام العالم فى إطارين، الأول التفاوض بين مصر وإسرائيل، والثانى خاص بمبادرة السلام العربى الشامل فى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والجولان، مما يعنى أن رجل الساعة فى كل وقت هو أنور السادات واتفاقياته التى أنقذت المنطقة العربية من التدخلات، والحروب، أما ما نراه الآن من عدوان الاحتلال على غزة، وبيروت، فهو نتيجة التوحش الإسرائيلى الذى استغل الانقسام الفلسطينى، واللبنانى لإعادة احتلال غزة، وضرب بيروت، وها نحن نكرر أن عبقرية السادات أنه رجل الحرب البارز الذى خطط، ونفذ، ونجح، ولذلك فإن بطل الحرب والسلام، ومساره الذى انتهجه، لايزال (فى حالة التعاون العربى- العربى، وإنهاء الانقسام الفلسطينى- الفلسطينى، ومنع التدخلات الإقليمية التى ترهن المصالح الفلسطينية بمصالح ضيقة) هو الطريق القادر على حمل إسرائيل على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، واسترداد كل الأراضى العربية المحتلة، وهى التى لا تعرف إلا الحروب، والعدوان، واقتناص حقوق الفلسطينيين، واللبنانيين، والسوريين. وأخيرا، فى ذكرى رحيل «البطل»، وفى ذكرى انتصاره، نتذكر مساره العسكرى والسياسى، وقدرته على التحمل، والتنفيذ بكل إكبار، وتقدير، ونسجل له فى سجل الخالدين احترامنا لعبقريته السياسية، والعسكرية الفذة نيابة عن كل مصرى ومصرية، وعربى وعربية.
