2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السنوار.. والخروج من الأنفاق

الأحد 17 من ربيع الثاني 1446 هــ
العدد 50357
لا وجه للمقارنة بين الرئيس العراقى الراحل صدام حسين الذى ألقت القوات الأمريكية القبض عليه فى 13 ديسمبر 2003، بعد احتلال العراق، أو إعدامه، واستشهاد، أو مقتل، يحيى السنوار، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذى قُتل على أيدى الإسرائيليين منذ أيام، بعد حرب غشيمة، ومجرمة، وعدوان سافر من الاحتلال الإسرائيلى الذى دمر غزة، وجعل حياة أهلها (نحو 2.5 مليون) مستحيلة، وقتل، وأصاب أكبر عدد من الفلسطينيين (تجاوز 150 ألفا)، لكن المقارنة ستكون أكثر دقة، ووضوحا، إذا ما تمت مع أسامة بن لادن، زعيم القاعدة، الذى قُتل فى مداهمة أمريكية فى 2 مايو 2011، والأهم أن القضية الفلسطينية مختلفة، لأنها قضية وطن، وحق موجود قبل «حماس»، بعقود، وسوف يستمر، ولن يموت هذا الحق برحيل السنوار، أو حتى القضاء على كتائب القسام، أو تَوارِى حماس كلها عن المشهد الفلسطينى وليس حكم غزة فقط. أعتقد أن المشهد الفلسطينى الراهن، أو مشهد غزة، سيختلف جوهريا فى اليوم التالى لرحيل السنوار (عدوإسرائيل الأول)، وسيظل رحيله، أو مقتله، عالقا فى ذهن الغزاويين، والفلسطينيين، بل العرب طويلا، فقد جاء بعد عام مرير، خاصة أنه اُستشهد فى رفح التى تُعد جبهة قتال مفتوحة بعد أن خرج من الأنفاق التى أدرك أن وصول الإسرائيليين إليه عبرها أصبح أيسر، وأسهل، لأنها تمت محاصرتها، وأصبح الوجود فيها أخطر من الوجود فوق الأرض، مما يعكس حالة الحصار، أو الخناق التى تعيشها حركة حماس فى الفترة الأخيرة، وأضحى الوجود فى البيوت المهدمة أكثر أمانا من الأنفاق، خاصة أن حسن نصر الله، الأمين لحزب الله اللبناني، وخليفته هاشم صفى الدين قُتلا وهما فى الأعماق بالضاحية الجنوبية اللبنانية، بصواريخ هدمت تلك الأنفاق العميقة، وهذا درس يجب أن تتعلمه تلك الحركات أن هناك تطورا فى أساليب القتال وأنواعها، فقد أصبحت الأسلحة الحديثة تصل إلى أقصى الأعماق. وأخيرا، فإن قضية فلسطين لن تهزمها أخطاء المقاومة الفلسطينية، لأنها قضية حق، واستقلال، وتقرير مصير، وستنتصر فى النهاية، لأن وراءها ملايين العرب الذين يطالبون بالعدل، وحق الفلسطينيين الأصيل فى دولتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى