2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كلمة مصر.. وقمة الرياض

الأربعاء 11 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50381
عُقدت فى العاصمة السعودية (الرياض) «القمة الثانية لمجموعة الدول العربية والإسلامية» لمتابعة تطورات حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة ولبنان، والتداعيات التى من الممكن أن تنزلق إليها المنطقة فى حال استمرارها، وامتدادها إقليميا بدخول إيران وإسرائيل فى مواجهة مباشرة بعد أن كانت مقصورة على أذرع إيران فى الشرق الأوسط. لقد كانت كلمة مصر، التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، إشارة للعالم، الذى يشهد تغييرا فى الادارة الأمريكية الجديدة، بأن مصر ستقف مع الحق والقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للعالمين العربى والإسلامى، ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم (كما استهدفت الحرب الراهنة على فلسطين فى غزة والضفة الغربية)، أو تحويل غزة إلى أرض مهجورة بلا أهلها، ليبتلعها الاستيطان الإسرائيلى، عاكسة رؤية إستراتيجية عميقة لمصر وقائدها، وكانت كلمات الرئيس بالنسبة للبنان أكثر من قوية، وواضحة، بل دقيقة للغاية، «لا نريد أن نرى قضية لبنانية مثل القضية الفلسطينية بغياب الدولة، أو الجيش اللبنانى، ونطالب بنشر الجيش على الحدود فى الجنوب، مع منع الحرب وانتشارها»، وأعاد الرئيس تأكيد مواقف مصر الثابتة، وأكد أن السعى لوقف الحرب، والتهدئة الإقليمية، وحماية أرواح المدنيين، ومنع تدهور الأوضاع الأمنية، والإنسانية فى المنطقة- لا يمنع من بسط الرؤية المصرية الحكيمة لمنع انجرار المنطقة إلى صراع إقليمى واسع النطاق بغياب الأفق السياسى للحل الشامل الذى قد تكون له تداعيات خطيرة على استقرار وأمن الشرق الأوسط معا. كما نجحت القمة الثانية الإسلامية والعربية بالرياض لكى تكون منبرا عالميا لفلسطين من أجل دولة وعضويتها، ووقف الحرب، وكشفت لماذا تلغى إسرائيل الأونروا، وتوقف عملها لإغاثة اللاجئين؟، فى محاولة لإنقاذ الشعب المشرد فى المخيمات، وفى جميع أنحاء العالم، وحل المشكلة الفلسطينية، وحق العودة، وفى الأخير أعتقد أن بيان قمة الرياض، وكلمة مصر رسالة مهمة للعالم المتقدم، بل العالم كله، أن مشكلة الشرق الأوسط، وفى القلب منه فلسطين، تحمل نذير شؤم، ليس على المنطقة وحدها، بل العالم كله، وعلى أمريكا وإسرائيل، والإدارتين الحالية والقادمة فى أمريكا أن يتدبرا أمرهما لأنه ليس هناك فيتو فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وجرائم إسرائيل تضعها أمام العالم كمجرم حرب لا يليق أن يكون عضوا بالأمم المتحدة وفلسطين صاحبة الحق الكامل عضويتها ليست كاملة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى