2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كارثة غزة.. ومؤتمر جدة!

الثلاثاء 3 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50667
تشرئب أعناقنا ونحن نتابع مؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى فى جدة بعد إعلان تفشى حالة المجاعة الكارثية فى غزة، وهى المنظمة الأكبر بعد الأمم المتحدة (57 دولة – أكثر من مليار نسمة)، وهو أول مؤتمر يعقد فى المنطقة بعد إعلان أن غزة تعيش حالة المجاعة القصوى، بل إن خبراء الأمم المتحدة يقولون إن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون جوعا كارثيا، وهو الأعلى مستوى فى التصنيف، حيث المجاعة والموت. وعلى الرغم مما حدث خلال العامين الماضيين من حرب ضروس يشنها الاحتلال الإسرائيلى على المدنيين فى غزة، والتى وصفها معظم زعماء العالم بأنها ستظل سُبة فى جبين الإنسانية لكل من شاهدها ولم يتحرك حتى الآن، فإننا نكتب، ونحن ننتظر كارثة جديدة ستحل بغزة والغزاويين، هذه الكارثة ستفعلها إسرائيل فى أكثر المناطق حيوية، وهى أحياء (الزيتون، والشجاعية، والتفاح)، حيث يتجه الاحتلال إلى إجبار الكتلة السكانية الأكبر (نحو مليونىّ فلسطينى) على النزوح، وهم جميعهم يتكدسون فى مناطق وسط وغرب المدينة، ولا توجد مناطق أخرى يتجهون إليها. إننى أسمع الأصوات التى تصلنى من غزة وأهتز، وأريد أن يسمعها أعضاء مؤتمر جدة: «نحن نزحنا مرات عديدة.. المرة دى لن نغادر.. خليهم يقصفوا الدار.. نحن لا نستطيع شراء خيمة، ولا نتحمل تكاليف النزوح.. إحنا جوعانين، وخايفين، وما معناش فلوس»، حيث يتدافع الفلسطينيون من مختلف الأعمار حاملين قدورا نحاسية أملا فى الحصول على ما تيسر من طعام، وأصوات الأطفال – وهم يمسحون القدور الفارغة بحثا عن الطعام، مؤلمة، كما أن الأصوات تتحدث عن أن احتلال غزة وتهجير سكانها قسرا ما هو إلا حلقة جديدة من المسلسل المشئوم لإبادة الشعب الفلسطينى لاستكمال التطهير العرقى، أو حتى محو الهوية الجغرافية والسياسية لغزة وقضية فلسطين محوا نهائيا لا رجعة فيه. وأخيرا، تقديم المساعدات الإنسانية، والعودة غير المشروطة من خلال إقامة ممر إنسانى تحت إشراف الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامى، والجامعة العربية لضمان إيصال المساعدات الغذائية، والدوائية، والوقود لسكان غزة المحاصرين من دون عوائق- يعد واجبا إنسانيا وشرعيا عاجلا، وتلك توصية تحتاج منا جميعا أن نرددها، وننفذها أمس قبل اليوم أو غد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى