2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«كوبنهاجن ـــ أوسلو» مرة أخرى!

الأحد 6 من جمادي الآخرة 1446 هــ
العدد 50406
ربما سيكون صعبا كشف ملابسات ما يحدث فى منطقتنا من تطورات على الأرض، خاصة ما حدث أخيرا فى سوريا من سقوط ثانى أكبر مدينة (حلب)، ومحاصرة (حماة) ذات الموقع الإستراتيجى، والفصائل على تخوم حمص التى كانت عاصمة الثورة، والتى تفصلها عن دمشق. لقد كان الموقف المصرى جديرا بالأحداث للتوصل إلى حراك دبلوماسى للتهدئة، وحل الأزمة السورية، وسرعة التحرك بسلسلة من الاتصالات مع زعماء الدول المعنية، والتى أخذت أشكالا متعددة للتعاطى مع الأزمات، وسلسلتها المتتابعة على نفس مستوى ما تقوم به فى أزمة غزة، بتحريك المباحثات للوصول إلى حلول، فالأزمات متسارعة، والمستجدات الميدانية فى شمال سوريا، والتداعيات خطيرة، كما كان واضحا، ومؤثرا الحرص على دعم الدولة السورية، واحترام سيادتها، ووحدة، وسلامة أراضيها، فالانفجار فى سوريا يجب أن يهدأ، وأن يتم التخلص من الفشل المزمن من أجل بلوغ تسوية للنزاع، ولعلنا نتوقف أمام التحرك الدبلوماسى الرئاسى المهم الذى بدأ لتحريك أوروبا من جوانب مهمة للمشاركة فى عملية السلام، ولعل إحياء مسار «كوبنهاجن- أوسلو» القديم إضافة مهمة فى رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأوروبية لها تأثيرات، وجوانب مهمة لتوجيه، وفتح قنوات جديدة وقديمة فى الوقت نفسه لها معرفة دقيقة بأحوال الشرق الأوسط، وستكون، بتدخلها مع الجانب الأمريكى والروسى، سعيا لحشد المجتمع الدولى، وجعل الوساطات أكثر عمقا فى تأثير المفاوضات الجارية على أكثر من صعيد، سواء إقليميا أو عالميا، لتحريك هدنة لوقف دائم للعدوان على قطاع غزة، وبدء مباحثات اليوم التالى لإنقاذ الأشقاء هناك، فما يحدث لمنطقتنا ليس بعيدا عما فعلته القاعدة فى (2001)، وما بعد 2011 وعواصفه، وأنه يحتاج إلى مسارات جديدة، وتعاون إقليمى لتجفيف منابع الاضطرابات، وحشد القوى المؤثرة فى عالمنا، والتى مازالت بعيدة عن التدخلات، ليكون لها تأثير على أوروبا الجديدة والمختلفة، وكذلك على الإدارة الأمريكية المستقبلية. وأخيرا، تكتسب المباحثات الاقتصادية فى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى (الدنمارك والنرويج وأيرلندا) أهميتها، كونها تشير إلى أن مصر تحشد كل القوى السياسية فى عالمها لترميم أوضاع المنطقة، وتجفيف منابع الاضطرابات وإعادتها إلى المسار السليم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى