جذب أكبر صندوق استثمارى فى العالم

الأحد 13 من جمادي الآخرة 1446 هــ
العدد 50413
جذب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارته الأوروبية الأخيرة النرويج، تلك الدولة التى تملك أكبر صندوق استثمارى فى العالم، علاوة على أنهاغنية بالموارد الطبيعية المتنوعة، بالإضافة إلى أنها بلد لديه أكبر التكنولوجيا. لقد زرت أوسلو أكثر من مرة، وكنت كلما قابلت مسئولا مصريا أسأله: كيف تكتشف النرويج؟، فيجيب إن تكنولوجيتها مهمة جدا لنا، وقد ذكرّنى هذا التطور، والتنوع الذى تمتاز به النرويج بالمدارس اليابانية التى جذبها الرئيس السيسى للعمل فى مصر، ولأن النرويج تملك أكبر صندوق استثمارى سيادى فى العالم (تبلغ قيمته 9.1 تريليون دولار)، فإن هذا الصندوق إذا جذب لبلدنا فهو يعنى رواجا اقتصاديا، لا مثيل له، ولم يكن ممكنا جذبه لمصر إلا بهذه الدبلوماسية الرئاسية الرفيعة التى اتبعها الرئيس السيسى فى جولته الأوروبية الأخيرة، والتى أعتبرها فتحا اقتصاديا متطورا جدا لمصر. لقد زار الرئيس السيسى كوبنهاجن، وأوسلو، ثم دبلن، دول شمال أوروبا الاسكندنافية، البعيدة عنا، ولكنها تتطلع إلينا، ونحتاجها، وتحتاجنا للتعاون معا، وسيكون لها تأثير اقتصادى مبهر، ومتطور للغاية على قناة السويس، ومجالات الطاقة، خاصة زيارة النرويج التى تعزز العلاقات الاقتصادية المصرية ــــ النرويجية، حيث كانت المباحثات مع الشركات مباشرة، فقد التقى الرئيس مع الرؤساء التنفيذيين النرويجيين لشركات (اسكاتك، ويارا، وامباور للطاقة الجديدة، وجولار لتسييل الغاز)، وحتى تكون مصر مركزا للطاقة المستقبلية، فإنها فى حاجة إلى الدبلوماسية الرئاسية الفاعلة، وهذا ما فعله الرئيس السيسى فى الدنمارك، والنرويج، وأيرلندا، ولعلى هنا أشير إلى العقد الكبير الذى تم إبرامه لإنشاء طاقة شمسية لأغراض الصناعة بين شركتى (امباور النرويجية وماجد الفطيم) لتنفيذ مشروع داخل مصر، وهو تطور مذهل، لأن توفير الطاقة الرخيصة للصناعة بالتكنولوجيا المتقدمة سيجعل إنتاجنا الصناعى منافسا للأسواق العالمية بشكل مناسب، وختاما، فإن جذب الصندوق النرويجى لمصر عمل اقتصادى إستراتيجى، ورائع جدا، ليس للأموال فقط، ولكن للتكنولوجيا المتقدمة، كما أن جذب أوروبا المتقدمة للغاية للسوق المصرية سيكون له تأثير مستقبلى على الاقتصاد المصرى ككل، ومكانته ليس فى أوروبا فقط، ولكن فى العالم، فكل التحية للدبلوماسية الرئاسية الرفيعة، والرائعة.
