إرهاب يوم العيد

ولن يتزعزع اليقين فينا بقدرتنا علي هزيمتهم واجتثاثهم من مجتمعنا.. ومحاصرة عقليتهم المريضة التي تجعل مكانهم الطبيعي إما السجون أو المصحات العقلية لإعادة تأهيلهم للحياة مرة أخري, وحادث دهب مثل حادثي طابا وشرم الشيخ وحوادث القاهرة في الأزهر, ووسط المدينة, مسلسل إجرامي عاد ليطل بوجهه القبيح من جديد بعد أن توقف بشكل شبه نهائي عقب مذبحة الأقصر الشهيرة والتي وقعت في نوفمبر1997, والتي كانت جرس إنذار للمصريين, فتحركوا علي قلب رجل واحد وراء الأجهزة الأمنية, متعاونين لكشف أوكار الإرهاب وفكره الخبيث, الذي يحاول أن يتستر تحت عباءة الدين وهو منه براء.
وإذا كان الإرهاب يعود اليوم من جديد. فسوف يلقي الهزيمة كما لقيها مرات ومرات من قبل, فإرادة المواجهة وقوتها لن تنال منها تفجيرات هنا أو هناك.
ولتتحقق هذه الأمنية الغالية لوطننا, ووسط محيط إقليمي وعالمي يموج بسلسلة من الأزمات لاتتوقف, وعالم يحكمه المتطرفون الذين يغذون الصراعات والحروب بين الشرق والغرب والأديان ويفتحون علينا جبهات القتال والعنف بلا توقف. علينا أن نحافظ علي مصر واحة للأمن والأمان, وبلدا للنمو والتطور بلا هزات أو عنف. وأن نتوقف جميعا عن تصور أننا وصلنا إلي بر الأمان, وأننا بمنأي عن المخاطر الداخلية والخارجية. فالمتطرفون بيننا والإرهاب يسود العالم, ولا يمكن لأي جهاز أمن مهما تبلغ كفاءته وقدرته أن يمنع مجرما قرر أن يقتل نفسه مع الآخرين, فتلك الجريمة البشعة ترتدي كل ثوب, ولكن حقيقتهم انكشفت ولا يمكن إخفاؤها, والمواجهة لن تكون إلا بتضافر كل الجهود لكشف تلك العقول المجرمة والمريضة, قبل أن تتحول إلي منظمات وخلايا عشوائية وعنقودية تقتل وتخرب حياتنا وتدفعنا جميعا للانتحار معها. فالتعاون والتضافر والعمل معا يدا بيد يحاصر تلك المخاطر.
كما يجب أن يتوقف كل الذين يهيئون للإرهاب مناخا بالصراخ والعشوائية في التفكير والعمل السياسي الذي لا يستند إلي الحقائق والفهم, ويستخدمون مناخ الحرية والنمو والتطور لتدميرها. إن الوقفة الموضوعية والعقلانية تستدعي الانتباه لمخاطر اللحظة الراهنة وتداعياتها المستقبلية.
فمن يمهدون الأرض للإرهاب والعنف والتطرف متهمون ولا يمكن إعفاؤهم من المسئولية عن جرائم العنف والإرهاب, والمتفرجون مسئولون كذلك. وسوف تطالهم أيدي المجرمين وسيدفعون ثمنا غاليا..
ليس أمامنا إلا التعاون والمشاركة الجماعية لنتخلص من الإرهاب والقوي الداعمة له وما أكثرها.
