ما بعد 2011

الصراع على مصر

اسامة سرايا – أهل منطقتنا يعيشون ظروف مخاض صعب. وحرباً قاسية وشرسة، تعودنا الحرب مع عدو صريح. فجاءنا هذه المرة عدو شرس من بيننا وحتى تتضح الصورة كاملة منطقة الشرق الأوسط

بها 3 قوميات تتصارع.. وتتطاحن الآن على مناطق النفوذ بينها – القومية العربية هم كل الشعوب والدول العربية )في الخليج والمشرق ومصر والمغرب العربي(.. أكثر من 23 دولة أمامها إسرائيل وما تمثله من قومية تمثل الديانة اليهودية.. ثم هناك قوميتان التركية والايرانية.. هذه مناطق الحركة وساحة الحرب.. يجري الآن على قدم وساق اعادة ترتيب هذه المنطقة من جديد لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
أهل الشرق الأوسط عاطفيون وحماسيون ويحبون الانتصارات لا التسويات، الفوز بالضربة القاضية.. لا بالنقاط.. ولكن الأوضاع الإقليمية والدولية شديدة التعقيد.. ولا تتيح الانتصارات الكاسحة لذا فلابد من الانتظار والتمهل في القراءة.. فنحن في بداية الطريق.
>>>
قوميتنا وعروبيتنا وبلادنا العربية تتعرض لخطر داهم من القوميتين التركية والايرانية، وإسرائيل لم تدخل هذه الحرب.. وهي جلست على الخطوط الأمامية.. تقرأ المشهد وتنتظر جثث
العرب وهزيمتهم في هذه الحرب النكراء.. القومية التركية جندت الجماعات الاسلامية والإخوان المسلمين وحلفاءهم ومن لف لفهم بحجة إعادة الخلافة وإعادة بعث الأمة الإسلامية.
>>>
إيران جندت الاقليات وخاصة الأقلية الشيعية.. بحجة انقاذها من الاضطهاد السني الكاسح عبر السنين وبحجة انهم الأغلبية التي أطاحت بحقوق الأقلية.
الغرب سعيد بتصفية الحساب الذي يجري بأيدي أبناء المنطقة أنفسهم.. وهناك قرارات غريبة تقول إن هذا حساب وعدالة السماء لأحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا.
القوميات الاسلامية وشعوبها تتقاتل من أجل النفوذ والسيطرة والمصالح الاقليمية بعد حرب أمريكا في أفغانستان والعراق، وجاءت نتيجتها بما لا تشتهي أمريكا.
فتصورت ويبدو ذلك حقيقة فإن الحرب بأيدي العالم الإسلامي نفسه ستكون نتيجته لصالح الغرب وأمريكا وإسرائيل.
الحرب في بدايتها وإيران استولت على العراق ولبنان وسوريا وأيديها في اليمن وفلسطين.
وتركيا استولت على قطر وتستخدمها في تمويل الحرب الإقليمية.
ومسرح الحرب الطاحن أصبح الآن يتركز في سوريا ومصر. الصراع على سوريا لا يتوقف بين الاقليات ولا أمل هناك ولو قريبا في عودة سوريا التي نعرفها.
ومسرح المعركة في مصر يتسع إيران وتركيا وخلفهما قطر يستخدمان جيشا من الاسلاميين ويتقدمهما الاخوان المسلمون لهزيمة مصر وجيشها في مواقع عديدة في سيناء.. وفي الداخل
المصري الحرب تتسع مع الحدود المصرية كلها.
داخل مصر بين جيشها وأعداء الأمة العربية عدو قادم من فلسطين عبر حماس.
العدو قادم من ليبيا القاعدة والأحزاب التكفيرية قواعد متمركزة هناك.. العدو قادم من السودان حيث تسيطر التيارات المتطرفة وضعف الحكومة المركزية.. الحرب في البحرين الأبيض والأحمر..
الحرب في أفريقيا كالصومال واريتريا وباب المندب وإثيوبيا على منابع النيل.. مصر وجيشها في معركة حقيقية قاسية على الحدود والمعابر.. الإخوان يخربون في الداخل ويفتتون الجيش ومصر
تنتظر استحقاقات كبرى.. جيشها يستصرخ الشعب أن ينضم إليه في معركة حقيقية لا تتحمل هزيمة لمصر.. ولأنها هزيمة للقومية العربية أمام قومية تريد تحويل العرب جميعا إلى محتلين أو مستعمرات جديدة في منطقتهم الغنية بمواردهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى