2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

القصاص..بين شعرة معاوية وتاريخ السادات

الخميس 8 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50732
خطفنى كتاب أكرم القصاص من عنوانه (شعرة معاوية.. السادات وخصومه»، ليس لأن الكتاب والكاتب أنصفا أنور السادات، وقدماه للأجيال الجديدة بلغة جديدة، بصورته الحقيقية (صانع النصر 1973 والسلام، وأعاد الأرض للوطن وحضنه)، وإنما لأنه كان يريد إنهاء النظرة الأحادية للمعارضة، والسلطة، والسياسة، والاقتصاد، لأن الاستقطاب يلغى الحوار، ويضع الناس فى عداءات أشبه بمشجعى كرة القدم، ويبعدهم عن السياسة المتدرجة التى تحتمل وجهات النظر (كما ورد فى كتابه المهم). يأخذنا الكتاب فى قصص حية، وكتب، وكتابات (هيكل قطعا فى مقدمتهم)، ولماذا هاجم السادات، وأراد التقليل من مكانته، بل من نصره، وكذلك الخيانة فى سلامه مع العدو، وشرح مراكز القوى فى عصر ناصر، والتى كان هيكل فى مقدمتهم لقربه من المعلومات، ومن الرئيس، ولقدرته على صناعة القرارات، وكيف كان هذا الموقف، والدور، والتأثير، من رؤيته للرئيس السادات، وكيف حدث الاستقطاب فى مصر بين الناصريين، والساداتيين، وأعاق الرؤية، بل أبعد السياسة. الكتاب يطرح الرؤى بين الإسلاميين، واليساريين، وكيف نظروا وكونوا آراءهم، من سياسات ناصر، والسادات معا، وهو ينطلق من زوايا جديدة، يطرحها الكتاب والكاتب فى رحلة طويلة تأخذك بين أشهر الكتاب الذين عاصروا ناصر، والسادات، والأساتذة (هيكل، وبهاء الدين، ولطفى الخولى، وإسماعيل صبرى عبدالله، وفؤاد مرسى)، ويقف بك مع فؤاد زكريا، متسائلا عن عمر الغضب؟ ويشير بدقة لخلافهما حول خريف الغضب الذى فجر ينابيع الأزمة بين الفكرين، بل الرئيسين، رغم أن السادات جاء من رحم التاريخ لكى ينقذ جمهورية الضباط التى قادها ناصر من هزيمة يونيو 1967، وهى التى حافظت على الجمهورية فى مصر حتى الآن، ولا يُغرق القصاص فى السياسة فقط، بل تأخذ رحلتك مع الاقتصاد، والاجتماع، والانفتاح، وأساطير الانتقال بين الشرق والغرب.. وأخيرا، كنت أريد أن أُحيى زميلى أكرم القصاص على هذا الكتاب القيم والمرجعى، ولكن أخذنا أسطورة مصر (ناصر والسادات وحليفهما مبارك) إلى قصصهم الخالدة، ومعاركهم التى لم تنتهِ، والتى حفظت لنا جمهوريتنا الراهنة.. كتاب يستحق أن يُقرأ بإمعان ودقة.. لا يحكى لنا تاريخنا فقط ولكن قصتنا الراهنة والمعاصرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى