محمد منصور.. يعود!

الثلاثاء 13 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50737
عندما شاهدت الوزير المصرى، والسير البريطانى، محمد لطفى منصور فى احتفال مصر الرائع بمتحفها العالمى الكبير، وأحد رعاة الحدث الثقافى، بل السياسى المهم فى تاريخنا المعاصر- شعرت بارتياح لعودة الطيور المهاجرة التى يحتاجها اقتصادنا بشدة، وعدت إلى كتابه «مسيرتى» أقرأه بدقة وإمعان للتعرف عليه من جديد، ولأنه يحكى لنا مسيرة عائلة مصرية عريقة تحدت الصدمات التى واجهتها، وانتصرت عليها، وأصبحت تحتل مكانة عالمية وُصفت من كبرى المجلات العالمية فى الاقتصاد، ومن الشركات العالمية بأنها الشركة العائلية الأولى التى لها إرث من النجاح حول العالم، والشراكات مع الشركات العالمية الكبرى، والتى يحتاجها اقتصادنا للغاية، مما يضعها مع شراكاتها المتجددة فى قطاعات إستراتيجية وحيوية، وفى مجالات الطاقة والتحول الرقمى، وتطوير المشروعات- فى مكانة فريدة يُستفاد منها عالميا فى أوروبا وأمريكا، ولكنه غادر مصر فى 27 أكتوبر 2009، عقب اكتفائه بالفترة التى قضاها فى وزارة النقل قرابة 4 سنوات، وعاد إلى أعماله فى باريس، وقد أشاد به الرئيس مبارك، رحمه الله، كما أثنى عليه الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت. فى كتابه يصف محمد منصور مصر التى تعرفونها، والتى لا تعرفونها، وبلا شك هو صادق جدا فى كل ما كتب، وأوافقه عليه، ولطالما ذكرته، وكتبت عنه فى سنوات عملى محررا اقتصاديا ورئيسا للتحرير، وقرأت بخط يده إهداءه الذى أعتز به (إلى كل من يقرأ سعيا للتعلم). محمد منصور يستثمر فى مصر، خاصة فى الأعمال المجتمعية، وأعمال الخير، والتنمية، وجمعيته المصرية لتنمية المشروعات وفرت التمويل اللازم لأكثر من ٥ ملايين سيدة بغرض عمل مشروعات متناهية الصغر تسهم فى إعالتهن، كما أن هناك مؤسسة «رايت تو دريم» تتبنى الشباب بتوفير التعليم المتميز، وهو استثمار للمستقبل، لذلك فإن قصة محمد منصور ملهمة، وتستحق أن تُقرأ من شبابنا، وأجيالنا الجديدة ليتعلموا كيف يصنعون أنفسهم بالعمل والجدية، كما أنه يعطينا الكثير من المعلومات عن مسيرة مصر الاقتصادية، والسياسية منذ الخمسينيات، بل ما قبلها وحتى الآن، مما يجعلنا نتساءل عن طبيعة الخبرات والأدوار التى يحتاجها اقتصادنا منه فى المرحلة المقبلة، وهو قادر على أن يكون قاطرة للشركات العالمية الكبرى فى مصر.
