هيجينز.. وتعبيراته الدقيقة!

الأربعاء 4 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50668
أغنانى الرئيس التاسع لجمهورية أيرلندا مايكل هيجينز (84 عاما)، والشاعر، والسياسى، والكاتب، وعالم السياسة، والأهم الرجل النزيه الذى يستحق أن يحصل على جائزة «نوبل»، فهو رجل العدالة، والمساواة، ومناهضة الطائفية، والشجاع فى الوقت نفسه- حينما وصف ما يحدث من إسرائيل فى غزة (بأدق التعبيرات) بأنها «الفترة المأساوية فى تاريخ العالم». لقد قال هيجينز: نحن أمام حكومة ترتكب كل الجرائم ضد الإنسانية وهى فى مأمن من أى مساءلة أو عدم اكتراث بالقانون الدولى، وأن عدم المساءلة أو المحاكمة هو أخطر تهديد للنظم الديمقراطية، ووصف حكومة نيتانياهو بأنها تستخدم الإبادة الجماعية التى تحدث فى غزة كإلهاء عن القضايا السياسية التى تم إهمالها لفترة طويلة، بمعنى ضياع حقوق الفلسطينيين لأكثر من 8 عقود، وخطا الرئيس الأيرلندى خطوة متقدمة جدا بدعوته لتشكيل قوة أممية تضمن وصول المساعدات إلى غزة، بل حدد أن ميثاق الأمم المتحدة يتيح للأمين العام إرسال قوات مسلحة حتى لو عرقل مجلس الأمن الخطوة باستخدام الفيتو. تحية من القلب إلى الرئيس هيجينز، ودعوة منا جميعا أن نحفظ اسمه، ونقدر جميله، وآراءه الناضجة التى عبرت عنا إلى حد الانطباق فى هذه الحقبة الصعبة من تاريخ العالم، وكيف أهدرت إسرائيل وحكومتها كل القيم الإنسانية, ومن ضمنها أخلاقيات الحروب التى لا تقتل الأطفال، وتتيح للصحفيين العمل وليس إبادة الإعلاميين فى أكبر مجزرة إعلامية فى التاريخ.. إبادة الإعلاميين بعد إبادة المستشفيات، والمدارس، وقتل الأطفال، ثم تجويع أهل غزة فى مجاعة علنية على مرأى ومسمع من العالم، كما لا ننسى للرئيس الأيرلندى أنه من أوائل القادة الغربيين الذين اعترفوا بدولة فلسطين عقب أحداث 7 أكتوبر 2023 إلى جانب إسبانيا والنرويج فى مايو 2024، وأن إسرائيل أرادت أن تعاقب أيرلندا بإغلاق سفارتها هناك، وكانت أيرلندا من أولى الدول التى حظرت التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية، وأخيرا، قارئى العزيز اعذرنى لأننى لا أستطيع التفكير فى أى شىء آخر وغزة وأهلها يتعرضون لأبشع مجازر التاريخ، والتجويع المتوحش الذى يبعدنا عن الحياة، بل يشل كل تفكيرنا، ويملؤنا بكل عناصر الغضب ضد العدوان والتوحش.
