الانفراجة.. واللحظة الفارقة.. أم ما بينهما؟!

الأربعاء 16 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50563
الأحداث العالمية تتسارع، فهل تصل إلى انفراجة، أم لحظة فارقة، أم تظل بينهما؟.. يبدو لى أن من يكتب ما يحدث يكتبه بدقة، فهو ليس من تخطيط إنسان واحد، بل الإنسان والآلة، أى الذكاء الاصطناعي.
أعتقد أن الارتباك والحدة فى التعامل اللذين بديا فى المائة يوم الأولى للرئيس الأمريكى مكتوبة سيناريوهاته، لأن ترامب يريد أن يصل إلى اللحظة الدرامية الفارقة، فهل يحصل عليها خلال زيارته السعودية والإمارات وقطر، حيث تنتظره صفقات تريليونية فى كل بلد على حده للسنوات العشر المقبلة، وهى ليست سلة هدايا، ولكن استثمارات ثمينة ستغير علاقات دول الخليج الرئيسية مع القوة العظمى فى العالم السنوات المقبلة، كما أرى أن المنطقة تنتظر انفراجة للحرب الدائرة فى غزة، والاستئساد الإسرائيلى على لبنان وسوريا، وحل المشكلة الإنسانية الحادة التى يعيشها ملايين الفلسطينيين (إفراج حماس عن الجندى الإسرائيلي، وبدء الاحتلال فتح الممرات لإدخال المساعدات بعد تعطش استمر لأكثر من ٣ أشهر يبدو كله ينتظر الضوء الأخضر أو الأبيض من ترامب فى زيارته الشرق الأوسط)، والذى تنتظره قمم متتابعة فى السعودية مع دول مجلس التعاون، ثم لقائه السوريين، واللبنانيين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكل ذلك يشير إلى انتظار ما يتوقعه العرب (وديعة ترامب) الذى يريد أن يحصل على كل شيء فى وقت واحد (جائزة السلام، وسلال الاقتصاد الثمينة)، لكن ماذا سيربح العرب؟.. لأن انفجار غزة لن يتوقف مع اليمين الإسرائيلى المتطرف بانفراجة مؤقتة، أو هدنة جديدة، ولكن ينتظر قرارا سياسيا، والسعودية تملك ورقتين مهمتين، أو وديعتين قديمتين: الأولى كانت فى فاس بالمغرب، والثانية كانت فى بيروت، وهما وثيقة عربية للسلام الإقليمى مع إسرائيل، حيث الاعتراف مع قيام الدولة الفلسطينية سيكون فى مقدمة الأوراق المهمة أمام الرئيس ترامب فى جولته الخليجية إذا أراد أن يدخل التاريخ الواسع.
وأخيرا، المنطقة تحتاج للانفراجة، لكنها تتطلع إلى اللحظة الفارقة، رغم أن الظروف والأوضاع قد تجعلنى فيما بينهما، فدعونا نأمل خيرا، لأن القرار الإقليمى والعالمى لايزال مفتاحه فى يد واشنطن، وقد شاهدنا ذلك فى أوكرانيا، والاقتصاد، والأزمة الأخيرة بين الهند وباكستان، وكلنا يعرف أن منطقة الشرق الأوسط أصعب، وأدق، وقضاياها شائكة.
