2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أعز أيام مصر..!

الخميس 10 من ربيع الأول 1444 هــ
العدد 49612
بعد مرور ٤٩ عاما على نصر ٦ أكتوبر ١٩٧٣، فإن ذلك اليوم هو أهم، وأعز، وأغلى يوم فى كل تاريخنا الحديث، بل فى كل أحداثنا التاريخية التى مرت علينا.

فى ظهيرة يوم النصر ( ٦ أكتوبر ٧٣) عبر جنودنا مانعا مائيا (قناة السويس)، وفجروا خط بارليف الحصين بخراطيم المياه، وهو الذى قالت عنه إسرائيل إنه يحتاج إلى قنبلة ذرية لا نملكها لتحطيمه، فكانت روح الجنود، والضباط، والقادة هى السلاح الأمضى، والأكثر حسما فى هذه المعركة القاسية (غير المتكافئة)، التى دخلتها مصر أمام تفوق عسكرى، وتكنولوجى إسرائيلى حاسم، وبقرار عبقرى اتخذه رئيسها (السادات) بكل الحسابات الدقيقة، ولكن كان وراءه إيمان بالله أولا، ثم بالشعب، والجيش، ومصر معا.

صنع النصر يومها قادة، وجنود مخلصون.. بطولاتهم تُسطر بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية المصرية.. دماؤهم، وبطولاتهم ليست مسطورة، أو موثقة فى جبين مؤسستنا العسكرية العريقة فقط، وإنما محفورة فى جبين الوطن، وكل أبنائه.. نرويها، ونتناقلها فى جلساتنا، وحواراتنا لأبنائنا، وأحفادنا، قبل أن نسجلها، ونوثقها للأجيال التالية.

هذا النصر نتذكره بكل اعتزاز، وفخر، فهو اليوم الذى أعدنا فيه رسم خريطة مصر للأجيال الحالية، والقادمة، وأعدنا فيه رسم النظام الإقليمى المختلف الذى نعيش فيه، واستطعنا الحفاظ عليه، بل استطعنا إدارة المنطقة بعده بشكل مختلف، وجديد يحفظ للمنتصرين دورهم داخل، وخارج الوطن.

اليوم يتجدد يوم النصر.. لم يفقد بهجته، وحب الناس له، واحترامهم لجيشهم صانع النصر، وحامى الوطن، فالجنود، والضباط الذين صنعوا النصر هم أنفسهم من حموا، ومازالوا، الوطن داخل سيناء من الذين سطوا عليها، وأنقذوها من أيدى الإرهابيين، وهم من يمدون أيديهم لإعادة البناء على أسس جديدة، وهم من أنقذونا من أيدى المتطرفين الذين وثبوا على السلطة فى غفلة من الزمن، ومن غياب الوعى لدى البعض، وأرادوا تقسيم مصر.. الأيدى التى طهرت الأرض من المحتل هى نفسها الأيدى التى خلصتنا من الإرهاب الأسود الذى يقتل المصلين فى المساجد، ويحرق الكنائس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى