2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«دواجن».. دون احتكارات!

الخميس 24 من ربيع الأول 1444 هــ
العدد 49626
ماذا حدث فى سوق الدواجن، والكتاكيت؟!.. فجأة توقف الشارع، بل البرلمان، أمام فيديو انتشر بشكل واسع لإعدام كتاكيت، وللدقة المزارع تخلصت من الكتاكيت الوفيرة، حيث هناك إنتاج منها لم تستطع أن تبيعه، أو لم تستوعبه الأسواق المحلية، ولم تستطع تلك المزارع أن توفر العلف لهذه الكتاكيت.

راح ذهنى يتقصى الموقف فتوقف أمام نقص الأعلاف، وارتفاع أسعارها فوق طاقة السوق، وإمكانات المنتجين، وهذا عرض لمرض مزمن، وخطير اقتصاديا، متناسين أن صناعة الدواجن بدأت فى مصر، وهى مبشرة، ولكنها تئن منذ سنوات دون علاج، وتحتاج إلى شبكة إنقاذ مباشرة من الحكومة (وزارة الزراعة، والبحث العلمى)، فهى صناعة كبيرة بها ٣٫٥ مليون عامل، وموظف، واستثمارات بالمليارات من الجنيهات، والدولارات، ورغم حاجتنا إليها، فإنها ظلت شبيهة بسلعة يتم تجميع مكوناتها عندنا، هذه المكونات كلها قادمة من الخارج، وتعتمد على الاستيراد المفرط، وأى اضطراب فى الأسواق العالمية تسمع مردوده مباشرة فى الأسواق المحلية حادا، وقاسيا على المنتجين، والمستهلكين.. والعاملون قطعا دخولهم تتأثر، وحياتهم تتدهور!

هذه الصناعة الحيوية تعتمد على صغار المنتجين ( ٧٠ % من إنتاجنا)، حيث تنتج مصر مليارا ونصف المليار دجاجة سنويا (المنتجون الكبار ينتجون ٥٠٠ مليون دجاجة، والصغار ينتجون مليار دجاجة، أى أنهم عمود صناعة الدواجن فى مصر).

منذ ٣ سنوات وعملية التشغيل، وتوفير العلف يشوبها الكثير من الصعوبات، والتدخلات فى التسويق، وهؤلاء المنتجون الصغار تراكمت عليهم مديونيات كبيرة من العملية الإنتاجية، وأصبحوا غير قادرين على الاستمرار، وبالتالى لم تجد المزارع الكبيرة من يشترى إنتاجها من الكتاكيت، فبارت الصناعة إلى حد كبير.

حماية هؤلاء المنتجين الصغار مهمة الحكومة بمنع احتكار الأعلاف بقوانين حاسمة، وتنفيذ صارم، وتوفير مستلزمات التشغيل حتى تَضحىَ هذه الصناعة وطنية خالصة، دجاجة مصرية بحق، بمكونات غير مستوردة، بل متوافرة فى السوق المصرية، من خلال تعاقدات تحدث مع المزارعين مباشرة لتوفير العلف المصرى، ومنع الاحتكارات، وفتح السوق للمنافسة بين الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى