2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

زاهى حواس..!

الأثنين 28 من ربيع الأول 1444 هــ
العدد 49630
عندما يُذكر اسمه؛ تتزاحم فى ذهنك صفاته المتعددة، ومواهبه الخلاَّقة… إنه زاهى حواس، عالم الآثار البارز، ليس فى مصر فقط، بل فى كل أنحاء العالم..

يزاحمنا حواس بمقالاته العميقة، وكتاباته الشيِّقة عن الآثار، وحضارة المصريين فى كل الصحف، والمجلات، وعلى كل الشاشات، والمواقع.. هو يكتب، مثلما يحكى، لغته جاذبة.. أجمع عليه المتخصصون، والخبراء فى الداخل، والخارج، والناس كافة.

ارتقى زاهى كل المناصب فى عالم الآثار مكتشفا فى الأقصر، والقاهرة، وصولا إلى أعلى موقع (رئيسا لهيئة الآثار، ووزيرا).. فى كل هذه المناصب كان جديرا بها، بل متفوقا إلى حد كبير، ليس بمعاييرنا المحلية، بل العالمية التى يتكلمون بها فى أمريكا، وأوروبا، وفى كل متاحف، وجامعات العالم.

اسم زاهى حواس تسمعه من رجل الشارع، ومن ملوك أوروبا (تشارلز الثالث)، ورؤسائها (بايدن، وأوباما، وجورج بوش الاب، والابن)، وكل فنانى، وفنانات هوليوود (نجوم السينما) يَخلب لُبهم، ويَسبقهم فى المقدمة، والشهرة.

زاهى حواس.. أرجو ألا نظلمه وسط كل هذه النجاحات المبهرة، وأن نضعه فى بلدنا فى المكانة التى يستحقها.. هذا النجم الموهوب، حامل لقب الدعوة إلى حماية آثارنا، وعودتها لمصر، عمل بلا كلل، أو ملل، منذ عام 2002، على إعادة القطع الأثرية التى سُرقت من مصر، ولم تكن نيته إعادة الآثار التى خرجت بطريقة شرعية، والموجودة فى متاحف العالم فقط، ولكن الآثار المنهوبة كذلك، والتأكد من موقف المتاحف من الممارسات غير الشرعية المتمثلة فى شراء الآثار المسروقة، وقد نشر الدكتور حواس رسالة كاملة بمناسبة الافتتاح المرتقب للمتحف المصرى الكبير، وركز على حجر رشيد، الذى اكتشف فى 1799، واستولى عليه البريطانيون، ونقلوه إلى إنجلترا، وآن الأوان لأن يعود إلى مصر، لأنه رمز الهوية المصرية، وكذلك تم انتزاع زودياك (دندرة)، ذلك الحجر المنقوش بالأبراج السماوية، من قبل الفرنسيين، وهو موجود فى متحف اللوفر.

إعادة القطعتين تمثل الاعتراف الأهم باحترام المتاحف الغربية للحضارة الإنسانية، وتلك دعوة حواس التى تستحق الاهتمام المحلى، والعالمى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى