فلسطين.. والمتغيرات!

الثلاثاء 29 من ربيع الأول 1444 هــ
العدد 49631
أى تطور سياسى، أو اقتصادى يحدث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية، وغزة) له مفعول السحر على الروح المعنوية لكل إنسان عربى فى كل مكان فى بلداننا، حيث مازال لقضية فلسطين تأثيرها العميق على الوجدان العربى.

مع كل انتخابات إسرائيلية تحمل لنا الأخبار استئساد الاحتلال على كل مدن الضفة الغربية، والقدس، والخليل، وجنين، حيث لا تجد حكومته ومعارضتها إلا الإنسان الفلسطينى لافتراسه، والمسجد الأقصى لانتهاكه، والحرم الإبراهيمى لفرض السيطرة عليه، والمخيمات لاقتحامها.

وسط هذا المناخ الانتخابى الإسرائيلى الكئيب على الشعب الفلسطينى؛ خرجت حكومة أستراليا الجديدة، فور انتخابها، لتعلن التراجع عن قرار الحكومة السابقة اعترافها بضم مدينة القدس للسيادة الإسرائيلية.. هذا القرار الإيجابى العادل كان له دوىُ فلسطينى، وعربى لمعناه ومغزاه الكبير، لأن الحكومة الأسترالية ليست من الحكومات الصغيرة، وإنما لها مكانتها فى التحالف الغربى- الأمريكى، وهى جزء إستراتيجى من التحالفات الأمريكية الجديدة التى تُكونها لمحاصرة الصين، وروسيا، وتغيير خريطة التحالفات العالمية، وسيكون لقرارها تأثير فى كل الشارع الأوروبى، بل الأمريكى ما بعد الحرب الروسية – الأوكرانية.

القرار الأسترالى مؤثر، وحمل مخاوف لكل إسرائيلى فى الوقت الراهن، ومستقبليا، فالخطوة التالية أن تعلن أستراليا اعترافها بفلسطين كدولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة، والخطوة الأكثر تأثيرا أن تصبح المسألة تقليدا فى الغرب، فتحذو حذوها دول أخرى، وهذا هو المتوقع.

كذلك من الخطوات الإيجابية الأخرى فى الملف الفلسطينى المصالحة التى تمت مؤخرا فى الجزائر بين ١٤ فصيلا فلسطينيا، من بينهم حماس، وفتح، حيث تؤدى إلى خلق حكومة وحدة وطنية سيكون لها تأثير كبير على ما تقوم به مصر الآن لإعادة حقلى غزة ١ و٢ لاستخراج النفط، الأمر الذى يجعل إنتاج الغاز أداة للتعاون وليس تجديد التنازع، والسيادة على القطاع.

يجب أن يكون كل اهتمامات الفلسطينيين والعرب حل الصراع، وإنقاذ الشعب الفلسطينى من وطأة الاحتلال الذى قارب على قرن من الزمان، ويجب أن يحصل الفلسطينيون على حق تقرير المصير، والدولة المنتظرة.