2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السعودية وإيران.. والجديد!

الثلاثاء 22 من شعبان 1444 هــ
العدد 49771
لا نستطيع أن ننكر أن أهم خبر عالمى لمنطقتنا كان عودة العلاقات السعودية – الإيرانية بضمانة صينية.

لم تكن هذه العودة قنبلة، كما لم تكن مفاجئة، والحقيقة أن الدبلوماسية المصرية كانت ترى وتشجع على عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، لأن مؤشراتها كانت بادية لدى الكثيرين الذين يعرفون بواطن الأمور، فالمباحثات بينهما مستمرة، مرة ببغداد، ومرات فى عمان.. وغيرهما، ولكنها متقطعة، بالقطع، منذ أن انقطعت العلاقات نهائيا منذ ٦ سنوات عقب الاعتداء الإيرانى على سفارة السعودية فى طهران بسبب أزمة الداعية الشيعى السعودى نمر النمر.

العلاقات تعود وتتقطع، والزيارات بينهما دائمة، لكن الرؤية الواضحة بين الطرفين ضرورية لحل الخلافات دبلوماسيا، وليس عبر معركة عسكرية ستأكل الأخضر واليابس فى منطقة الشرق الأوسط، لأنها حرب ستكون ذات جذور طائفية عميقة عمرها آلاف السنين، وإذا كانت هناك مفاجأة فهى عودة الحكمة للطرفين، ووضع خلافاتهما على الطاولة السياسية.

المفاجأة الثانية كانت الصين، فكونها تنجح فى هذه المهمة الدقيقة والحساسة؛ فإن ذلك يعنى أننا أمام نمر سياسى، ونحن نعرف أنه نمر اقتصادى منذ زمن الزمن.

الصين فى عهدة بينج الجديدة أظهرت قوة دبلوماسية معتبرة، وأعطت أوروبا وأمريكا درسا فى الحكمة، وكيفية عبور الأزمات.

الشرق الأوسط أمام متغيرات ننتظر نتائجها، فى مقدمتها هل إيران ستحل الصراع الدائر فى اليمن بما يحفظ حقوق ومكتسبات اليمنيين؟.. وهل تحلحل أوضاع لبنان المتجمدة التى جعلت وضع اللبنانيين بلا حكومات فاعلة، وبلا رئيس حقيقى حتى الآن، وكذلك سوريا التى تحت العدوان من كل جانب، وبلا حل حقيقى، والعراق بين المطرقة والسندان، وأيضا إسرائيل المستأسدة على الفلسطينيين، مستغلة حالة القلق من إيران؟!

عموما يجب أن نحيى ونشيد بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأن نقول إن الصين لم تكن وحدها، فقد كانت أمريكا هناك، ولعل الموافقة على صرف المتأخرات العراقية لإيران تشير إلى أن قطبىّ العالم اتفقا على ألا تكون هناك حرب فى الشرق الأوسط لمصلحة العالم كله!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى