حفرة ترامب..!

الأحد 11 من رمضان 1444 هــ
العدد 49790
رغم العثرات الكثيرة، والاتهامات المتلاحقة لأشهر رئيس أمريكى (دونالد ترامب)، حيث واجه تهما متنوعة، لعل أهمها تهمة التحريض والعصيان، من خلال تشجيعه المتمردين، الذين اقتحموا الكابيتول اعتراضا على التصديق على نجاح منافسه الرئيس الحالى جو بايدن فى انتخابات الرئاسة، وهى الحادثة التى هزت أمريكا، ولاتزال تداعياتها مؤثرة، وتذكر الأمريكيين فى كل مكان بأن ديمقراطيتهم التى يتفاخرون بها، أو يحاولون نشرها حول العالم، هى محل شك – فإن ترامب وقع فى حفرة جديدة عندما وجهت له هيئة محلفين كبرى فى نيويورك اتهامات بشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات عام ٢٠١٦، وهى تهمة ليست جديدة، بل تلاحقه هذه الممثلة منذ سنوات انتخابه رئيسا.
لقد وقع الرئيس ترامب فى هذه الحفرة الجديدة وهو يستعد للحصول على بطاقة الحزب الجمهورى ليدخل حلبة المنافسة مرشحا فى انتخابات ٢٠٢٤ ويعود إلى المكتب البيضاوى الذى مازال يسحره، ويتصور أنه قادر عليه، رغم كل الظروف، والاتهامات، ومازال ترامب يخيف الكثير من السياسيين الجمهوريين الذين لا يجرؤون على إعلان عداوته، أو منافسته، كما أن حوله كثيرين من المعجبين بشخصه.
لاتزال قصة ترامب تُدوُّى، وتأثيره فى الرأيين العام الأمريكى، والعالمى محط منافسة لكل السياسيين المتطلعين للمنصب الرئاسى، بل مازال ظهوره على المسرح السياسى الأمريكى يؤرق الديمقراطيين، ويذكرهم بأن الشعبوى قادر عليهم، وعلى إحراجهم فى أى وقت، ومنافسته لا تقتصر على فترات الانتخابات، ولكنها ممتدة طوال فترة الرئاسة الراهنة.
لقد وقع ترامب فى حفرة الخليلات بما تحمله من إثارة، وتشويق، ورغبة فى المتابعة (محاكمة، واتهامات جنسية)، وهى أشهر تهمة تلاحق الرؤساء الأمريكيين ( ٤٦ رئيسا)، حيث دخل أكثر من ثلثهم فى اتهامات مع عشيقات، لعل آخرهم كلينتون ومونيكا، لكن ترامب يحجز لنفسه مكانا خاصا فى التاريخ، محققا سابقة تاريخية (أول رئيس يُتهم جنائيا)، وسوف نظل، سواء أردنا أم لم نرد، نتابع المحاكمة، وتبعاتها، وهل هى حقيقية أم أن هناك تسييسا حولها؟.. وهذا ما ستكشفه الأيام، والتاريخ لا يسكت فى عالم اليوم عن أحدٍ، كبيرا كان أم صغيرا!.
