مصر وسوريا..!

الخميس 15 من رمضان 1444 هــ
العدد 49794
شعرنا جميعا بالارتياح، بل ما هو أكثر من السعادة؛ عقب مباحثات سامح شكرى، وزير الخارجية، مع نظيره السورى فيصل المقداد، فى القاهرة، والتى تزامنت مع الذكرى الغالية لحرب العاشر من رمضان- السادس من أكتوبر 1973 (٥٠ عاما)، والتى كان الجيشان المصرى والسورى معا يسطران للأمة العربية، ولبلادهما، نصرا عسكريا مُؤزرا، عَرفت بعده إسرائيل أنه من الضرورى أن تُسلم بالحقوق العربية المشروعة، أى الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة ما بعد ١٩٦٧، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنه مهما تتأخر هذه الاستحقاقات فإنها من الحقوق التى لا تسقط أبدا بالتقادم، خاصة أن العرب لم يتركوها على الإطلاق، وما ضاع حق وراءه مطالب .
إن عودة الزيارات، بل تكثيف قنوات التواصل بين البلدين، على مختلف الأصعدة، كان نتيجة هذه المباحثات، لكننا شعرنا بأن زيارة وزير الخارجية السورى، بعد غياب أكثر من ١٠سنوات، قد وضعت حدا للقطيعة التى ليس لها ما يبررها بين البلدين، والشعبين، والتى تمت فى عام غياب الوعى المصرى (2013 ) إبان سيطرة الإخوان على الحكم فى مصر فى هذا العام الذى انكشفوا بعده.
أعتقد أن دعم مصر السياسى لسوريا مستمر لم يتوقف أبدا عبر سنوات الحرب، ويتم عبر ميزان حساس ودقيق لمعنى الأخوة، والاحترام لكل السوريين بلا تدخل فى شئونهم الداخلية على الإطلاق، بل الإحساس بأن التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السورية، ودعم جهود المبعوث الدولى الخاص إلى سوريا مستمر، والبحث عن استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطنى بين الأشقاء لم يتوقف.
إننا ندرك أن استقرار المنطقة لن يتم مع صمت العالم عن انتهاك السيادة السورية المستمر من قبل الأطراف الإقليمية المعتدية، وأن إطالة الأزمة تعنى استنزاف مقدرات السوريين، ومصادرة مستقبلهم.
يجب ألا تظل سوريا مسرحا لصراع إقليمى، ودولى، على الرغم من تطبيع العلاقات فى أماكن أخرى، وأن التحولات الإقليمية تسهل إعادة العلاقات، وبناء أخرى جديدة بين العرب والسوريين.
وختاما، فإن عودة العلاقات المصرية- السورية، وتقويتها دعم للمسار العربى، أصبحت ضرورة حتمية، بل مطلبا شعبيا، وجماهيريا فى مصر.
