المنحدر الأخير!

السبت 17 من رمضان 1444 هــ
العدد 49796
كاد مسلسل التطرف، والكراهية، وعنف الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، واستئساده – أن يصل إلى ذروته، أو قمة مأساته بالاقتحامات التى داهمت المسجد الأقصى فى ليلة رمضانية حطمت سكينة، وروحانية المسلمين فى ليلة خاصة بهم، وكأن هذه الاقتحامات جزء من الطقوس الإسرائيلية، ولأن جماعة المتطرفين هناك يعتبرون أن سفك دماء الفلسطينيين المسلمين داخل المسجد الأقصى جزء من حربهم المقدسة!!، وهكذا رآهم العالم على حقيقتهم العارية، وكشفهم بلا مواربة، ورأى القبح والعدوانية بأم عينه فى أبشع صورهما تتكرر أمام العالم، والدنيا بأسرها.
صورة لا تُمحى من الذاكرة.. قطعان متوحشة متطرفة تهجم على بسطاء، ومتدينين يمارسون شعائرهم فى ليلة روحانية، فماذا تفعل هذه القطعان؟!.. وأى قسوة تمارس؟!.. إنها تكرس الكراهية المقيتة بين الشعوب، والأديان.
إن الاحتلال الإسرائيلى احتلال للأرض والشعب معا، كما أن المسجد الأقصى، المقدس لأكثر من ثلث العالم، ليس مسجدا فقط، فهو أولى قبلتىّ المسلمين، كما أنه نقطة لقاء رسولهم الأنبياء فى رحلة «الإسراء والمعراج»، وما لا تعرفه، أو تعرفه، إسرائيل أن العنف فى هذه البقعة المقدسة لا يُنسى، ويولد الكراهية باستمرار، ويؤصلها فى القلوب، والنفوس، وبين الشعوب والأديان!، وهو ليس لعبا بالنار فقط، لأنه يمحو باستمراريته أى أمل للسلام فى هذه المنطقة المقدسة.
أعتقد أنه شىء مخيف أن يلعب اليمين وحكومة نيتانياهو والمتطرفون هناك بالأقصى فى شهر رمضان كورقة للتخلص من المظاهرات الاحتجاجية الداخلية التى تعصف بتل أبيب من الداخل، فساروا لإشعال حريق، أو حرب دينية تنذر شرارتها بإلهاب المنطقة ككل، فلم تستطع الحكومة المتطرفة تمرير خططها على الشعب الإسرائيلى، والتى مست الداخل الإسرائيلى، فكان أسهل على المستوطنين أن يكرروا ممارسة الكراهية على المصلين والمعتكفين فى أكناف الأقصى والقدس.. على الشعب الآخر، الذى هو تحت الاحتلال منذ أكثر من ٧ عقود، مهزلة تتكرر أمام العالم.. أجندة كاملة للتطرف يطبقها بن غفير على مرأى ومسمع نيتانياهو العاجز.. لا تبث إلا العنف، والكراهية، بل تكشف عن ضعف وتهرؤ هذا اليمين، ووصوله إلى المنحدر الأخير، ونقطة اللاعودة.
