2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مصر واليابان

الأربعاء 13 من شوال 1444 هــ
العدد 49821
ليس لقاء بلدين فقط (مصر السيسى ويابان كيشيدا)، ولكنه لقاء حضارتين قديمتين- متجددتين مع عالمهما، ويحاولان ربط عصرهما بثقافاتهما القديمة.

لقد تلقفت خطاب رئيس الوزراء اليابانى، فوميو كيشيدا، الذى نشرته الأهرام الأحد الماضى، (يدا بيد مع مصر من أجل الازدهار فى الـ ١٠٠ عام القادمة)، ووقفت أمام الكلمات، وأدركت أن اليابانيين جادون مع مصر، فهم يقولون عادة كلاما، أو خططا يعنونها، ويقدرونها تماما، فاليابان ترى مصر شريكا مهما لا غنى عنه فى الشرق الأوسط، وإفريقيا، والبلدان يبحثان عن نقاط التلاقى والتكامل فى العالم الجديد، كما أن اليابان دخلت بعد حرب أوكرانيا إلى عالم الاستقطاب الضخم، والعسكرة الواسعة، بحيث لا تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية التى اتسعت، وامتدت مظلتها منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الأمس القريب، واليابان الجديدة تتوجس من المتغيرات فى الصين، وروسيا، وستقف فى نقطة الدفاع عن مصالحها وليس الاعتماد على قوة كبرى، أو غيرها.

إن استثمارات اليابان فى مصر تركز على ثقافة، وبناء الشباب، أى أنها ترى بلدنا شابة للمستقبل (جامعات، ومدارس، ومتاحف، وأوبرا)، فمصر أهل ثقافة الشرق، ولقاء الثقافتين هو تجديد لها، وخلق رؤى مختلفة للعالم، وعندما بنت اليابان كوبرى السلام المعلق فوق قناة السويس كانت ترى أن مصر أرض السلام، ونقطة الالتقاء، والبحار، وهى شريك قوى لمصر، واليابان التى هى محور البحار، والمحيطات، أبعادها الأربعة بحرية، وعالم البحار والمياه هو مستقبل التقدم، ومصر أحد مفاتيحه المعاصرة، كما أن مصر ترى فى ثقافة اليابان، ورؤاها السياسية ما يمكن الاعتماد عليه فى المتغيرات العالمية.

أعتقد أن الروابط بين البلدين قوية منذ القدم، وقد عضدها قيام الإمبراطور السابق أكيهيتو بتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى فور انتخابه فى يونيو 2014، وزيارة رئيس الوزراء الراحل شينزو آبى مصر فى يناير 2015، وكذلك زيارة الرئيس السيسى اليابان فى فبراير 2016 ، وتلك العلاقات مستمرة لأنها مبنية على قناعات للمستقبل خلقتها رؤى مشتركة، وصاغها فهم متبادل بين البلدين للعالم الجديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى