مقترحات للحوار

الأربعاء 27 من شوال 1444 هــ
العدد 49835
من يتابع الحوار الوطنى فى مصر يشعر فى قرارة نفسه بضرورة، وأهمية نجاحه لمستقبل الوطن، وتكريس ثقافة المشاركة، والبناء، والتطور الديمقراطى فيه، وقد دفعنى لتقديم عدة مقترحات لإنجاح هذا الحوار الاحترافية التى ظهرت فى جلساته حتى الآن، خاصة ما شاهدناه فى الجلسة الافتتاحية، والسقف المرتفع الذى ظهر بين المتحاورين، خاصة السياسيين الكبار الذين نقلوا تساؤلات الشارع من الدوائر الضيقة إلى مائدة الحوار، وعلى بساط البحث الوطنى الواسع، وهى تساؤلات مشروعة، لأن تدفق المعلومات من الحكومة إلى الشارع يساعد على زيادة المشاركة، فلا يستطيع أى سياسى، أو مركز بحثى أن يقدم آراء بناءة فى قضايا الوطن حال غياب المعلومات، وفى زمننا هذا فإن المعلومة لا تكفى، بل يجب تفسيرها، ومعرفة اتجاهات الحكومة، ومتخذ القرار فى السياسات المتبعة، وفى مصر الآن على الصعيد الاقتصادى، والاجتماعى هناك تطورات معقولة، وحيوية، خاصة مع ظهور وثيقة الملكية للدولة، وتقسيم العمل بين الحكومة والقطاع الخاص، والتى على أساسها ظهرت مجموعة تخرجات، ولكننا نحتاج إلى تدفق معلوماتى، وإجابات أكثر دقة من الحكومة حول المستقبل.
إن أفضل شىء يمكن أن يقدمه الحوار الوطنى، وننتظره، هو كيفية بناء المؤسسات السياسية فى المستقبل، خاصة المحليات، والاتجاه إلى اللامركزية، وصناعة الانتخابات، والنظام السياسى المباشر بين الناخبين والناس.. نظام انتخابى يفرز قادة رأى، ومتخصصين، ومشاركين فى القرى، والأحياء، والمدن فى بناء وفاعلية، كما أن بناء المؤسسات، واستقلاليتها عن بعضها، والأسس التى تحكم ذلك يجب أن تكون هدف الحوار، لأن بناء نظام قضائى قوى، ومستقر هو هدف مستقبلى لمصر مهم، كما أن زيادة فعالية السلطة التشريعية، واستقلالها، وقدرتها على مراقبة أداء الحكومة ستكون قفزة مستقبلية لمصر.
أعتقد أن بناء المؤسسات، واستقلالها، وتقويتها هو الذى يحمى النظام الديمقراطى، ويؤدى إلى قدرته على تقديم قادة رأى مستقلين، وأقوياء يضعون مصالح الوطن، وأقاليمهم، وقراهم، وأحياءهم قبل أى شىء آخر، ويحافظون على استقرار الوطن، والأهم حماية المؤسسات من تغلغل المتطرفين، والإرهابيين فيها حتى لا يفسدوا الحاضر، ويغيبوا المستقبل.
