«المفتاح» وحده لا يكفى..!

السبت 30 من شوال 1444 هــ
العدد 49838
أى معادلة يريد رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بنيامين نيتانياهو أن يحققها للتعايش بين بنى جلدته والفلسطينيين؟!
لقد تحدث نيتانياهو بغرور عشية «قمة العرب» فى جدة، وتحت ظلال «مسيرة الأعلام» المستفزة التى اقتحمت وقار البلدة العتيقة (القدس الشرقية)، ووضعت الأقصى ومسجده تحت رحمة المستوطنين طوال يوم أمس الأول، وكأن الأيام الخمسة للحرب السابقة على هذه المسيرة فى غزة التى شهدت محاولة الفصائل الفلسطينية كبح جماح القوة المتغطرسة للاحتلال من خلال ردها بالصواريخ- غير كافية لإعطاء اليمين الإسرائيلى دروسا جديدة فى كيفية صناعة السلام، والتعايش، حيث الاغتيالات الإسرائيلية لقادة «الجهاد» بلا جدوى حقيقية.
لقد كان الفلسطينيون أشجع فى ردهم بالصواريخ على «حزام غزة»، مما يعنى أن الاحتلال عندما يقتل، أو يغتال لن يستطيع أن يعيش فى هذا الحزام، فهل وصلت الرسالة إلى نيتانياهو وحكومته؟.. أعتقد أنها لم تصل بعد، ومازال المتطرفون يعيثون فى الأرض فسادا، واستغلوا عشية «قمة العرب» لكى يرسلوا رسائل أكثر من غبية للقادة، والشعوب العربية، والإسلامية، فى وقت يطالب فيه الإسرائيليون العرب بالسلام المجانى الذى أقدم عليه البعض منا كبادرة «حسن نوايا»، فهل يكون الرد الإسرائيلى بهذا الشكل المستفز الذى يحرك كل المشاعر حتى ضد رعاة السلام، والمصالحة، وأنا واحد منهم، لكى نشعر بأنه لا فائدة من هؤلاء المتطرفين.
إن «مسيرة الأعلام» فى «يوم القدس» الإسرائيلى هى احتفال عدوانى ضد العرب، والمسلمين، والذى ضم كل المتطرفين من الحكومة والكنيست، وحتى إن كان الضابط الإسرائيلى المسن (يائير باراك- 80 سنة)، أحد سكان التعاونيات اليهودية فى الخليل، قد قام فى هذا اليوم بتسليم مفتاح «باب المغاربة» إلى الوقف الإسلامى، فإن ذلك لا يكفى، والذى قال إنه يعتبر هذا التصرف ردا منه على استفزاز اليمين الإسرائيلى ضد المدينة المقدسة، وحث هذا الضابط العاقل على عودة كل شىء مسروق إلى أهله الفلسطينيين.
أعتقد أن هذا المفتاح مع رمزيته قال لنا إن هناك عقلاء إسرائيليين يمكنهم أن يعيدوا نيتانياهو والمتطرفين هناك إلى رشدهم، فهل يستطيعون؟!
