الحج الذى فى خاطرنا

الأحد 21 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49888
نحن المسلمين أمة محمد صلى الله عليه وسلم مؤمنون بأن الحج فريضة، بل الركن الخامس من أركان الإسلام يؤديه المسلم القادر عليه، لكن يجب علينا أمام التطورات المذهلة التى تحدث سنويا فى الأماكن المقدسة، وفى المواصلات إليها، والمعيشة فيها، وحولها، بل أسعار الرحلة الضخمة- أن نعيد تَبَصُر أمورنا، بل جدولتها، بما يتناسب مع العصر، وأن نبسط الحج إلى أقصى درجة ممكنة، فالحج الذى فى خاطرنا يجب أن يكون لله وحده، كما يجب أن نوقن أن الحج عبادة، وأن نخلصه من التجارة، والسياحة، رغم أن مضمون الرحلة تجارة وسياحة، بل مؤتمر، وعلم كذلك، ولكنها عناصر جزئية، أو هامشية، أو على هامش السيرة، أو الرحلة الإيمانية، ولا تحتل المرتبة الأولى فيها، وإلا ضاعت الفريضة، ولم نؤدِ حقيقتها التى ذهبنا إليها، ولنا غرض عند الخالق عز وجل قبل رحيلنا عن الحياة.
كل عام يشتكى بعض الحجاج من بعض المنظمين الذين يميزون بين خلق الله، ولا يحترمون الفريضة، ويستغلون طموحهم فى الحج، ويعاملونهم كزبائن، وهؤلاء لا يساعدون الحجاج، وكلنا يريد الحج، ويبحث عنه حتى يتخلص من كل الشوائب فى هذا العالم المعاصر، ولهذا أدعو الحكومة لإنشاء هيئة يديرها مخلصون، وتساعد الناس على الحج، ولا ترهقهم، تأخذ منهم طوال العام مبلغا بسيطا، ثم يذهبون إلى الحج فى رحلة ميسرة، ليس فيها تمييز، لأن هذا مخالف لتعاليم الشرع، وضد فريضة الحج، فالرسول عليه الصلاة والسلام حج مرة واحدة، ولم يكررها، أى أن الله أعلم بنا، ويعلم مدى كثرة، وتشوق المسلمين للرحلة المقدسة، التى من أداها سقطت عنه، ومن لم يحصل عليها، عليه أن يستعد لها، ليقبلها الخالق منه، ومن منحه الله أموالا زائدة يذهب للعمرة، وليس الحج، وأن يترك مكانه للمسلمين الباحثين عن الفريضة. إننى أتطلع إلى أن أرى فى مصر هيئة مكسبها الحقيقى مساعدة الحجيج، فهل أقول كلاما للحالمين.. سامحونى لو كنت تجاوزت فى الحلم، فهو خاطرة، والله يعلم ما فى ضميرى تجاه رحلة الركن الخامس من الإسلام.
