مارينا.. والعلمين

الخميس 2 من محرم 1445 هــ
العدد 49899
إذا قلنا إن الساحل الشمالى يتغير تماما، فهذا أقل توصيف لما يحدث به، فقد أصبح من أهم الوجهات السياحية فى الشرق الأوسط كله، وحتى نكون محددين، فإن المنطقة التى تعرف بالساحل الشمالى الغربى (٥٠٠ كيلو متر) هى الواقعة على ساحل المتوسط، صاحب المياه الزرقاء، والرمال الناعمة، والطرق المتعددة، والفائقة الجودة، والمعايير، والكبارى العالمية.
الذين يعرفون الساحل الغربى منذ سنوات كانوا يعتبرون مارينا هى العاصمة، واليوم تغيرت الدنيا، وأصبحت العلمين هى العاصمة، بل هى درة هذا الساحل بلا منازع، ونظرا لأننى مهتم بمارينا، وأعيش فيها، والتى يتحلق حولها أكثر من 40 قرية من الإسكندرية، مرورا بالحمام، وصولا إليها، فقد قمت بزيارة إلى خالد سرور، رئيس جهاز مارينا، وهو شاب طموح (٤١ سنة) يعمل بجدية، ويقابل كل الناس، قلت له: كيف تتعاملون، وتستعدون للمنافسة مع العلمين التى تسحب السجادة من كل قرى الساحل الشمالى الغربى، وعلى امتداده، حتى مرسى مطروح؟.. قال لى: لا تخش على القرى القديمة، وفى مقدمتها مارينا، فقد تم رفع كفاءة كل منظومات الخدمة لتتكيف مع متغيرات العلمين، من الطرق، إلى منظومة المياه، والصرف، وكل الكبارى القديمة والمستهلكة، والأهم، كما يقول سرور، حواجز الأمواج على كل الشواطئ، وهذه تتيح للزوار راحة متزايدة، وبالنسبة لمارينا، فإنها تحمى شواطئها من النحر .
سألته عن التنافس مع العلمين، فقال لى: التكامل، وليس التنافس، ولا تنس أن مدينة العلمين بمنشآتها الجديدة أصبحت هى العاصمة الصيفية لمصر، وبها مقار الحكومة، وتتجه إلى أن تكون ليست مدينة موسمية، وإنما مدينة سوف تستقطب مليونى نسمة للعمل، والإقامة طوال العام.
علينا أن نعرف أن الإقليم الجديد (البحر المتوسط) مقام من مدينة رفح فى شرق سيناء إلى السلوم فى أقصى غرب مصر، وليس على حدود الشاطئ الغربى فقط، فإقليم المتوسط سيكون معبرا لمصر للخروج من التكدس فى دلتا النيل، ويكفى للتدليل على ذلك أننا لا نستغله سياحيا كشواطئ، فهذه المنطقة تتكدس فيها الدلتا الجديدة، ومزارعنا الصحراوية التى تنتج لمصر الخضراوات، والفواكه، وهى منبع التصدير، ومستقبل مصر ببساطة.
