مجاعة غزة.. عالمية!

الأحد 1 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50665
لم تعد مجرد تقارير يومية «عادية»، بل أصبحت «عالمية» رسميا، فقد أعلنت الأمم المتحدة أن غزة تعيش حالة «مجاعة»، بعد أن أكد التقرير، أو التصنيف المرحلى المتكامل، وهو مرصد عالمى معنى بتفشى المجاعة حول العالم، أن نصف مليون فى شمال القطاع بلا طعام، وفى حالة العوز والموت، وأن الموقف فى غزة ككل يشير إلى تضاعف نقص الغذاء 3 مرات، وأكملت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة فى غزة هى الأولى من نوعها التى يتم رصدها فى الشرق الأوسط.
إن الصورة كئيبة، والعالم كله يشهد، وأنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، كان أول من خرج، بعد التقرير والإعلان الأممى الشامل عن غزة، قائلا إنه لا يمكننا استمرار هذا الوضع مع تكدس الغذاء على الحدود من ناحية مصر، حيث تمنع إسرائيل دخوله، والعالم كله يطلب وقف إطلاق النار، والدخول الجماعى لإنقاذ الملايين من الموت جوعا، وعطشا، ومرضا، وأن المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل من دون عوائق»، أما فولكر تورك، المفوض السامى لحقوق الإنسان، فيصف الجريمة بأن «تجويع الناس لأغراض عسكرية جريمة حرب واضحة»، حيث العالم يشهد لحظة عار جماعى، كما يقول توم فليتشر، وكيل الأمم المتحدة للشئون الإنسانية، «إن المجاعة فى غزة ينبغى أن تؤرقنا جميعا، وتفرض علينا التحرك الجماعى».
وأخيرا، لقد رصدت التقارير أن خطر الوفاة يواجه 132 ألف طفل من دون الخامسة، ثم استدركت: «نصف مليون بشكل عاجل»، وإذا عدنا للبيانات الإسرائيلية قالت صحيفة «ذى جارديان» البريطانية، بالتعاون مع مجلة «+972»، ومنصة «لوكال كول» الإسرائيلية، استنادا إلى بيانات سرية للجيش الإسرائيلى، إن خمسة من كل ستة فلسطينيين قتلوا فى غزة منذ اندلاع الحرب الدامية فى القطاع كانوا من المدنيين، والأطفال، أى بمعدل يقدر بنحو 83% من ضحايا الغارات الإسرائيلية، وهو معدل، حسب وصف الإسرائيليين أنفسهم، مرتفع بشكل نادر الحدوث فى الحروب الحديثة، ومن هنا فإننى أقولها بكل وضوح إن إسرائيل تعاقب كل الغزاويين على ما حدث فى 7 أكتوبر 2023 وليس المقاومة وحدها، والنتيجة الحالة التى يعيشها القطاع الآن أمام العالم، وأصبحت جريمة نكراء وبشعة يجب ألا تمر بلا عقاب لإسرائيل، حتى لا يتحول العالم إلى غابة من الوحوش، وتنعدم فيه الإنسانية على الإطلاق.
