الإجهاد الحرارى.. والكهرباء

الأحد 12 من محرم 1445 هــ
العدد 49909
رغم الانقطاع المتكرر للكهرباء، فإننا مازلنا نشعر بالاعتزاز بزيادة إنتاج مصر من هذه الطاقة فى سنوات وجيزة، ويجب أن نستمر، لأننا تجاوزنا أزمة طاحنة فى هذه السلعة الحيوية، أو الإستراتيجية، فى أكثر من مجال لاستهلاك الناس، وحاجتهم اليومية، وللإنتاج الاقتصادى، والصناعى، والسلعى عموما. الكهرباء لم تعد من سلع الوفرة، وإنما الضرورة القصوى فى عالم اليوم، وهذه الوفرة فى الطاقة الكهربائية، وشبكاتها المتجددة مكنت بلدنا فى سنوات وجيزة من أن يكون قادرا على المشاركة مع جيرانه فى المنطقة على المد، أو الربط الكهربائى، وكانت التطلعات كبيرة لدى المصريين أننا سوف نصدر الكهرباء، ولم يكن إذن حلما صعب المنال، وإنما فى متناول اليد، ولكن ارتفاع الأسعار، خاصة الغاز، والمازوت، والحاجة للعملة الصعبة ـ جعل المصريين يخففون الاستهلاك، ويفضلون عائدات التصدير لمواجهة الاحتياجات المحلية، فوزارة الكهرباء تحتاج يوميا إلى نحو ١٣٥ مليون متر مكعب من الغاز، و١٠ آلاف طن من المازوت حتى تنتهى الانقطاعات المتكررة، وكان من الممكن أن تمر الأزمة فى تخفيف الأحمال دون أن يحس بها المستهلك لولا حالة الهلع التى تصيب المواطن المصرى عندما يتذكر أزمة الكهرباء التى مر بها فى السنوات الماضية، وكذلك الارتفاعات القصوى فى درجات الحرارة التى زادت من حالة الإجهاد الحرارى، وحاجة الناس إلى المبردات، والمكيفات للتخفيف من آثارها، كما أن هذه الأزمة تتزامن مع أصعب شهور السنة حرارة (يوليو) الذى لم يسبق أن مر علينا بهذه المستويات القياسية فى ارتفاع الحرارة، مما أدى الى خسائر كبيرة للمتاجر، والمصانع، ولكن الأزمة مرت، وستمر، بالتنسيق مع المناطق الصناعية، بتجنيب المصانع دورات انقطاع الكهرباء، وتثبيت مواعيد فصل الكهرباء لتخفيف الأحمال. حقا الأزمة مؤقتة جدا، لما تملكه مصر من إمكانات توليد الكهرباء، واحتياطيات الغاز، والبترول، ولكننا يجب أن ننسى، أو نتناسى حالات الهلع التى تؤثر على المجتمع، فأزمات اليوم غير أزمات الماضى.. إنها من ضرورات الحياة ومتغيراتها فى مجتمعات، واقتصادات مازالت تواجه مشكلاتها، وتخرج من الصعوبات، ولكنها قادرة على تجاوز الأزمة.
