السيدة نفيسة

الأحد 26 من محرم 1445 هــ
العدد 49923
كان قدومها لمصر خيرا وبركة مستمرين، وقد جاءت مع زوجها، وأبيها، وابنها، وكان عُمر السيدة نفيسة، نفيسة العلوم، والخير، والبركة لأهل مصر « ٤٨ عاما»، وقتها جاءت لزيارة من كان بمصر من آل البيت الكرام فى ٢٦ رمضان ١٩٣هجرية، بعد أن زارت بيت المقدس، وقبر الخليل عليه السلام، ولما علم الناس فى مصر بنبأ قدومها خرجوا لاستقبالها فى مدينة العريش أعظم استقبال (كتبه وأرخ له كل علماء التاريخ الذين رصدوا حركة آل البيت، رضوان الله عليهم). أحبها أهل مصر حبا جما، وكانوا، ولايزالون، يعتقدون فى كرامتها، فهناك كثيرون فى بلدنا يجمعهم حب السيدة نفيسة، بل هناك إجماع على زيارتها، والتبرك بها من كل الطبقات، بل إننى أعرف كبار الكبار من رجال الأعمال، ووزراء، وشخصيات عامة جامع السيدة نفيسة جزء من دوائرهم، وطقوسهم، وحياتهم اليومية، والأسبوعية، مثلما تعودت على ذلك من أبى، وأمى، وأخوالى، رحمهم الله، ولعل الناس عندما يزورون ضريحها يتذكرون أنه كان بيتها الذى عاشت فيه بمصر، بل إنها التى حفرت قبرها بنفسها، وعندما جددت مصر وجمهوريتها الجديدة جامعها استبشرنا خيرا بالمستقبل، والبركة القادمة، فهو لؤلؤة مصر، ومركز مهم من المراكز التى فى خيالنا، نلوذ به فى أفراحنا، وأحزاننا، ونزوره، ونصلى به فتنزل علينا السكينة والاطمئنان.
شكرا لكل من فكر فى تجديد ضريح السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين، والتى جاءت من مكة، والمدينة إلى القاهرة، أرض العلم، والإسلام، تلميذة الإمام مالك، وقد أعطاها علوم الشريعة، وأفاض عليها من العلم اللدنى، وهو العلم الذى يأتى من لدن الله عز وجل يهبه لمن يشاء من عباده. قصة السيدة نفيسة فى مصر كلها خير، وبركة.. فى حياتها، وزيارتها، ورحيلها، ثم رغبة زوجها فى نقلها إلى البقيع لولا رؤيا نبوية لا تخطئها العين: دع نفيسة لأهل مصر، فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها.. وصولها كان مشهودا، وحياتها قصة تُروى للأجيال، ورحيلها حدث فى ضمير المصريين.
