2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مخابراتنا.. ونصر أكتوبر

الأثنين 24 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49980
سيظل الحديث شائقًا عن حرب أكتوبر ١٩٧٣، وما سبقها (حرب الاستنزاف)، والانتصارات المبهرة التى حققتها العسكرية المصرية بكل أجهزتها فيهما، خاصة جهاز المخابرات، حيث أثبتنا للعدو الإسرائيلى أن مصر من الدول التى لا، ولم، ولن تقبل احتلال أراضيها.

لقد كان الإبداع المصرى، بل عبقرية القيادة، والمؤسسات، قد وصل منتهاه، أو قمته، أو رغبته فى فرض الإرادة، وعودة الحقوق، والأراضى المغتصبة، وفى إزالة آثار حرب ١٩٦٧ كاملة فى سيناء، وقناة السويس، واسترداد الأرض، وعودتها إلى السيادة المصرية، وحمايتها بعد ذلك، حيث نجحت مصر، وهذا ثابت على الأرض، فى تلقين إسرائيل دروسا للمستقبل لتتعلم كيف تتعامل معنا، ولا يفوتنى هنا أن أشير إلى أننا أمام عدو يعى، ويحلل، ويفهم صديقه، وعدوه، ليس فى الحرب فقط، وإنما فى السلام كذلك.

لكن المعركة الأهم لمصر كانت دائما، ودوما، مع إسرائيل هى الاستخبارات، والجاسوسية، وحماية الدولة المصرية معلوماتيا، فتأمين، وتحصين عدم التدخل فى شئوننا الداخلية كان دائما هدفا مصريا، وكانت دائما مخابرات مصر تعرف كيف تتعامل مع مخابرات إسرائيل فى عالم الجاسوسية، فقد كانوا يلاحقوننا، ونلاحقهم، والجدير ذكره هنا أن مصر كانت، وستظل، دوما تكسب هذه المعركة،

وتضع إسرائيل فى حجمها الطبيعى، وقد كشفت الوثائق الأخيرة، التى سمحت إسرائيل بتداولها، عن أن المصريين استطاعوا أن يحققوا العلامة الكاملة فى حرب أكتوبر ٧٣، الأمر الذى نستطيع أن نسميه المفاجأة الكاملة، فرغم أنهم كانوا يعرفون أن المصريين يستعدون للحرب، بل هناك قوات تتدرب يوميا على عبور قناة السويس، فإنهم اعتمدوا على نقص التسليح، وأخروا ضربتهم التى كانوا يستعدون لتوجيهها لكل من مصر وسوريا، اعتقادا منهم أننا سنظل مستمرين فى حالة الضعف، وننسى الأرض المحتلة، لكن غرور إسرائيل، واستئسادها على المنطقة أوقعها فى حالة من الارتباك مكنت المصريين من العبور، وتكبيدهم خسائر فادحة فى المعدات، والأفراد، مما جعلهم فى حاجة إلى تدخل أمريكى سافر فى مجريات الحرب لإنقاذ إسرائيل، والضغط باستخدام الأسلحة النووية التى يملكها العدو (السلاح الأخير للإنقاذ).. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى