2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بركان الكراهية وأد السلام

الثلاثاء 2 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49988
ها هى العملية العسكرية الإسرائيلية تنزلق إلى حالة من الانتقام، وصناعة مزيد من الكراهية، والتعصب الإقليمى الذى لن يفلت منه أحد، وقد انزلق بالفعل اليمين الإسرائيلى واليسار الأمريكى فى حالة حرب بالشرق الأوسط من جديد، هذه الحرب ستكرس المخاوف بين العرب والإسرائيليين، وستعوق عملية السلام، وتفتح الباب أمام الإرهاب، والتطرف، والدواعش، بحجة مقاومة معتدٍ غشيم يقتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، ويهدم المدن، فماذا حدث، ويحدث، فى غزة كل يوم؟

لقد ألقت إسرائيل قنابل فى يوم واحد تعادل كل الديناميت والقنابل التى ألقتها أمريكا على أفغانستان فى عام، وقد تهدمت المدينة على رءوس الأشهاد، وأصبح الأطفال، والنساء، والشيوخ يعيشون بلا طعام، ولا ماء، ومحاصرين لا سبيل إلا الموت، وترملت زوجات، وتثكلت أمهات، وتيتم الأطفال، كل ذلك بسبب الحرب الشرسة التى تشنها الطائرات الهمجية الأمريكية والإسرائيلية، فهل هى الحرب التى اشتد لهيبها لتأخذ الجميع بسياطها، ولا عزاء للمعتدلين، أو الباحثين عن السلام؟!، وهل أدرك بنيامين نيتانياهو، وشركاؤه (بن غفير.. وغيره) أى جريمة ارتكبوها، ليس فى حق العرب وحدهم، ولكن فى حق إسرائيل أيضا، بل منطقة الشرق الأوسط كلها، وقتل كل الأحلام التى يتطلع إليها الأطفال، والنساء، والأبرياء فى منطقة يعيشون فيها بسلام؟.. وماذا جنى التطرف، والإرهاب على هذه المنطقة المتضررة، ولمن تشكو؟.. إلى الأمم الكبرى، أو الأمم المتحدة، حيث الكل يتفرجون، وهناك عجز عن الحل، وعن مواجهة غشم القوة، وتطرفها، ولجم أعداء السلام.

أعتقد أن العرب فعلوا ما عليهم، وها هم لحموا إيران، وتركيا معهم فى القضية، والكل أصبح منضما إلى عملية السلام، والتفاوض على الحل، فهل تستطيع أمريكا، والغرب لجم المتطرفين الإسرائيليين، ودفعهم إلى مائدة التفاوض، أم يتركون المنطقة بلا مستقبل، وبلا قيادة، وفى هذه الحالة لن نكون نحن وحدنا المتضررين، ولكن العالم سيدخل من حولنا فى دوامة جديدة بلا حل، وبلا مستقبل، حيث فشل العقلاء، وتركوها للمتطرفين، والإرهابيين، ودعاة الحروب يعيثون فيها فسادا، ويجرونها إلى التهلكة؟!.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى