2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما بعد إرهاب إسرائيل لقطر!

السبت 21 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50685
حدثت الواقعة الغريبة (هجوم إسرائيلى واسع بالطائرات العسكرية على موقع مدنى يأوى قادة حماس فى الدوحة، قلب الخليج العربى، سبتمبر 2025)، وبالرغم من كل الإدانات الإقليمية، والعالمية، فإننى أقترح على الزعماء، والقادة العرب الذين سوف يتوافدون على الدوحة (فى قمة تضامن عالمى، وإقليمى) أن يكون موقفهم خطوة متقدمة أكثر، وأن تكون رسالتهم سياسية، واقتصادية أكثر منها عسكرية مع إسرائيل، ومع الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا، لأن هذه العملية المريبة، والغامضة جاءت فى توقيت أغرب.

لقد ضربت إسرائيل عُرض الحائط بالوسطاء، بمن فيهم أمريكا، بل ضربت كذلك بالوسيط الجوهرى (قطر)، خلال اجتماع وفد حماس لبحث الصفقة الأخيرة للأسرى، وأعتقد أن هناك تساؤلات كثيرة يثيرها الهجوم المباغت سوف تكشف عنها الأيام، ولكنها تشير إلى أن غالبية العواصم العربية، أو الشرق أوسطية، أصبحت مستباحة أمام إسرائيل، لأن هذا هو الموقع الثامن الذى تمتد إليه نيران الاحتلال خلال العامين الماضيين (غزة، والضفة، ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن)، ثم ما قبل الأخير إيران، ثم امتدت النيران إلى (قطر) قلب الخليج العربى، وما أدراك ما الخليج لأمريكا والعالم، وحجم العلاقات الاقتصادية، والعسكرية الممتدة بينهما!

وأخيرا، فإن غطرسة القوة تريد تهشيم الإقليم كله، ويبدو أن هذا هو الشرق الأوسط الذى تحلم به إسرائيل، ولا ترفضه أمريكا، فمازال الموقف الأمريكى ضبابيا، رغم أن ترامب قال إنه غير سعيد بما حدث، ولذلك فإن إسرائيل لن يردعها إلا موقف حاسم، ورد فعل حقيقى، وتعاون عربى، وعالمى يوقف هذا الجنون الأعمى الذى قد يمتد، أو يطول، وسوف يكون تعبيرا عن الأزمة الحادة التى يعيشها هذا المجتمع بعد الحرب، وعليه إذا لم تشعر إسرائيل بخطوة متقدمة، وتهديد حقيقى من العالم ومنظماته فإننا سنكون أمام مجرم جديد لدولة تخرج عن كل القيم، والعدالة، وتهدد القيم الإنسانية بأكملها، وإذا لم يكن هناك تعاون دولى حقيقى لإيقاف هذا العدوان، مثلما حدث مع هتلر بعد الحرب العالمية الثانية، فإن البشرية والإنسانية مهددة بعواقب وخيمة فترات أصعب، وأطول مما مر على الإنسانية منذ بدء الخليقة وحتى الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى