2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كارثة مفزعة! ‏

الخميس 18 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50004
تتوقف الحياة من دون نظام صحى، ويصبح الأحياء، والمصابون ضحايا فى طريقهم للموت، وغزة نموذجا لذلك، فمستشفياتها تقريبا كلها دُمرت، ونفدت منها المهام التى يمكن أن تعالج، وتستقبل المرضى، والمصابين.

لقد كان الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، مستبقا الأحداث عندما نوه إلى أن غياب المياه، والمستشفيات سينذر بأن غزة مُقدِمة على أوبئة، وانهيارات صحية كاملة.

إن أصعب شىء على أى إنسان أن يرى طفلا مصابا وغير قادر على إسعافه، أو أن تُجرى عملية جراحية وبتر لأحد أعضاء الجسم لإنقاذه من النزيف الذى لا يتوقف من دون إسعافات أولية، وبنج.. نحن عدنا إلى قرون سحيقة مضت، وإلى غياب كامل للإنسانية على كل صعيد، فأهل غزة سيموتون، ليس بالقنابل الإسرائيلية، والطائرات التى تقصفهم فقط، ولكن عبر انتشار الأوبئة الشاملة، وانتشار ما يعقب أزمة نقص المياه، والنظافة داخل القطاع العام، وعدم قدرة الأهالى على إيجاد مياه نظيفة صالحة للشرب.

كارثة غزة كبيرة، وسوف تمتد ليس إلى الجيران فقط، وإنما لكل الإقليم الذى لم تنتبه المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذه، وتوفير احتياجات المصابين، والمرضى، وإنقاذ الأحياء من مصير صعب مؤلم (العيش فى ظل الأمراض، والأوبئة)، ولا ننسى أنه حتى الموت والدفن فى غزة أصبح كارثة فى حد ذاته؛ لتكدس المقابر، وإعادة فتحها فى فترات وجيزة لدفن الضحايا.

غزة تستصرخ الضمير الإنسانى.. نحن لا نتكلم عن القوانين الدولية المنتهكة من قِبل الاحتلال الإسرائيلى، فقد سقطت تماما فى هذه الحرب العبثية، ولم يبق إلا المطالبة بالعدالة، والإنسانية للضعفاء، والأبرياء، وليعلم الإسرائيليون أن الأسلحة التى ضربت فى غزة على أهلها سوف ترد إلى صدورهم فى المياه، والهواء، وانتشار الأوبئة، ولن تكون إسرائيل نفسها وأهلها فى منحى مما يحدث، وأخيرا، تحية للمستشفى الميدانى الذى أقامته مصر، ويجب على العالم، ومنظمة الصحة العالمية أن يسارعوا إلى تقديم خدمات، وإرسال مستشفيات عاجلة فى البر والبحر لإنقاذ سكان غزة من هذا المصير المؤلم.. إنها دعوة حارة، فهل تجد من يجيب لأن الإنسانية فى اختبار جاد؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى