2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

القنبلة الذرية على غزة..!

الثلاثاء 23 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50009
لم يكن عميحاى إلياهو، وزير التراث الإسرائيلى فى حكومة بنيامين نيتانياهو، يهزى وهو يطالب بإلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة، فهو لم يكن بعيدا عن الحقيقة التى يعرفها ويؤمن بها فى حكومته الراهنة التى تحكم إسرائيل، والتى ترفض إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين إلى قطاع غزة، فالرجل لا يرى أن فى غزة مدنيين على الإطلاق.. كلهم، من وجهة نظره، إرهابيون، ولم ير أن غزة مقبرة الأطفال بأيدى الإسرائيليين الإرهابيين، النازيين الجدد، فالرجل يتكلم بسطحية المتطرفين البلهاء: «ارموهم فى أى مكان.. هم لا يستحقون الحياة»، هذه هى كلماته، ليس وحده، وإنما التيار الرئيسى الحاكم هناك الذى يمثله.

لقد حاول نيتانياهو الذى تسير وراءه الولايات المتحدة، والغرب، أن يغطى على حماقة وزيره التى فضحتهم أمام العالم، وأمام أنفسهم، فأوقفه عن العمل، أو علق عضويته فى مجلس الوزراء، أو المجلس المصغر الذى يدير الحرب على غزة، وإذا أردنا الصراحة يجب أن نعترف بأن هذا الحثالة البشرية المتطرفة كان صادقا إلى حد كبير، لأنه عبر عن كل ما يمارسه الإسرائيليون من جرائم وحماقات طوال شهر فى غزة، لأنه ما الفرق بين كميات أطنان القنابل المحرمة، والفوسفورية التى ألقيت على غزة، والقنبلة الذرية التى يريد إلقاءها؟.. أعتقد أنه لا فرق على الإطلاق، فقد حصل نيتانياهو على النتائج نفسها التى أرادها زميله وزير التراث، فقد حقق لهم الإبادة الجماعية للناس، وأصبحت غزة بلا مياه، ولا تحصل على المساعدات الكافية لاستمرار الحياة، كما أنها بلا مستشفيات، وبلا كهرباء، والوضع فيها يرفضه أى إنسان عاقل، والإسرائيليون يتحكمون فى الأدوية، ويمنعون إمدادات الطاقة، والقصف لا يتوقف على المدنيين، والأحياء، والمنازل، والمستشفيات، لكنهم عاجزون عن الاستيلاء على غزة، بل دخولها، كما لن يستطيعوا القضاء على حماس، والفشل سوف يلاحقهم فى كل مكان.

وختاما، يجب أن يعى الجميع فى الشرق الأوسط أن وزير التراث الإسرائيلى لم يقل إلا الحقيقة، وهى أنهم يملكون القنبلة الذرية التى لم يلقوها بعد، ولكنهم يلوحون بها من حين لآخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى