عين على مصر

الثلاثاء 28 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50044
٣ أيام مشهودة كان فيها المصريون أمام لجان الانتخابات يختارون رئيسهم القادم ليكونوا معه بأصواتهم فى مرحلة تاريخية دقيقة من مسارهم بعد أن كانوا معه بأعمالهم فى مكافحة الإرهاب، والفوضى، ومعركة بناء الوطن وسط الصعوبات الجمة. لقد كان المشهد جديرا بالاحترام، والتقدير للمصريين، فهذه طبيعة المسئولية التى يتحلى بها المصرى فى المراحل المفصلية التى يمر بها، ويجب أن يكون عليها فى مراحل الحرب، والسلام، والبناء التى تغير مسارات المجتمع، وتصنع التقدم فى الحياة، كما كانت بداية المرحلة الأولى للتصويت فى الانتخابات عبر المصريين فى الخارج الذين لم يتخلفوا، وكانوا فى المقدمة، وأرسلوا لوطنهم فى الداخل المقدمة التى صنعت «ملحمة» فى كل محافظاتنا، وقرانا، ليقولوا نحن مع الوطن، ولن نتخلف أبدا، وقد اتسمت الانتخابات بالجدية، وكانت الحوارات إيجابية، وهادئة، وكان إعلامنا على مستوى الحدث مع كل المرشحين، وقد أعطى الجميع فرصهم، وحملاتهم الانتخابية كانت تتناسب طرديا مع الأحداث التى نعيشها، وترتفع إلى مستواها بجدارة فائقة، وقد تبادلوا الحوار والنقاش، وارتقى الجميع إلى مستوى الحدث، وكانت الدولة المصرية تسير كالساعة لم تتأخر دقيقة، حيث مشروعاتنا، وأعمالنا، ومتابعتنا مستمرة وسط حدث كبير استحوذ على كل مشاعر المصريين، واهتمامهم هو الحرب على غزة من عدة جوانب، أولا الإغاثة، والمساعدات، والثانى وقف الحرب، وحماية الشعب الفلسطينى من العدوان الإسرائيلى المجحف، والثالث المعرفة الدقيقة بأهمية الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحمايتها من التصفية، لأنها بالنسبة لنا قضية القضايا، فقد أدركنا منذ الدقيقة الأولى أن إسرائيل تستغل الحرب، أو حادث حماس لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، وتهجير الفلسطينيين، وطردهم من أرضهم، وإعادة احتلالها من جديد. وأخيرا، يجب على المصريين أن يواصلوا بناء دولتهم، وتقوية مؤسساتهم، وسط منطقة تحوطها الأخطار، والمخاوف باستمرار، كما أن حدودهم، وملفاتهم الداخلية، والإقليمية صعبة، ودقيقة، ومتشابكة، وكان الله فى عون الرئيس القادم، ولكن ما تحقق لمصر فى السنوات الماضية من تطور، ونمو، وبناء مؤسسات، ووضوح الهدف هو ما مكن البلاد من أن تجتاز عقبات المراحل التى مرت بها، ثم استكملنا البناء نحو «الجمهورية الجديدة» التى تحمى أبناءها، ومنطقتها.
