أجراس العام الجديد

الأثنين 19 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50064
يترقب المصريون، والعرب العام الجديد، فكل عام والجميع بخير.
إن الكل يملؤه الأمل والخوف معا.. الأمل فى أن يكون عاما سعيدا على البشرية جمعاء، وانتهاء الحرب الضروس التى يشنها الاحتلال، وداعموه الأمريكان، والغرب الأوروبى على أشقائنا فى فلسطين، والخوف من المحن التى لا تتجزأ، وغزة محنة طويلة عريضة بعرض المنطقة، بل العالم.. ضحاياها، كما ضحايا الضفة، ليسوا أرقاما، بل قصص، وحياة، وتطلعات، ومستقبل، وسوف يُسأل الكل عنهم، القاتل ومَنْ وراءَه.. بأى ذنب قَتَلَ الأطفال، والنساء، والشيوخ الذين سالت دماؤهم، وحقوقهم فى رقبة الجميع؟!
أعتقد أن هذه الحرب صاحبتها تحديات كبرى للمنطقة برمتها، فخطورة تصفية القضية الفلسطينية أصبحت واضحة (تهجير الفلسطينيين فى الداخل، أو لمصر، أو الأردن، أو إفريقيا، أو أوروبا، والأمريكتين وارد بحكم قوة إسرائيل، وحلفائها من الغرب)، كما أن انتقال المعركة من جبهة إلى أخرى لم يعد تفكيرا، أو دراسة، ولكن تتم تجربته يوميا فى البحر الأحمر، وفى سوريا، ولبنان، وعلى حدودنا، وحدود الأردن، بل يطول كل دول الإقليم، وشركائنا فى الإقليم (إيران، وتركيا)، حتى أعالى النيل فى إثيوبيا، ولذلك يجب أن يتكاتف الجميع حتى لا نجعل اتخاذ قرار الحرب، أو الهدنة، والسلام فى أيدى المجانين، وأن نتحاور مع الجميع بلا خوف، وبوضوح حتى نصنع للمنطقة مستقبلها.
لقد أنجزنا نحن فى مصر انتخابات رئاسية، والشعب قال كلمته، ومصر أصبح لها عنوان هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكلنا معه بتكاتف فريد، ونادر، ونعتقد، ونوقن أنه سيأخذنا إلى بر الأمان، والمستقبل، وسوف يستكمل مشروعه، وحلمه (حياة كريمة) ليشعر الفلاح المصرى (لأول مرة منذ قيام الجمهورية) بأنه أصبح أولوية فى وطنه.
إن مصر تبنى وتتحرك على كل الصعد فى ربوعها، فأنشأت، وتُنشئ مدنا جديدة لشبابنا، واقتصادا قويا، وحياة مختلفة ملؤها الثقة، واليقين بالمستقبل، كما أن مصر بلد محورى فى مستقبل طاقة الشرق الأوسط، وأخيرا، فإن تحيا مصر لم يعد شعارا، بل حقيقة مستمرة، وقوية على مر العصور والأزمان، وشعوب المنطقة تنتظر بشغف أجراس العام الجديد لتعود بنفس الهمة، والعزيمة للبناء، والعمل.. وكل عام والجميع بخير.
