جحيم الضفة..!

الخميس 9 من رجب 1446 هــ
العدد 50438
مفاوضات هنا، وقتل هناك لم يتوقف فى غزة، وقد امتد ليشمل كل مدن وقرى الضفة الغربية، ومن المؤكد له تأثيره، ومرتبط بما يحدث فى غزة، حيث لم يتوقف، أو ينقطع، بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذى يرسل مبعوثه للتفاوض حول الأسرى المحتجزين فى قطاع غزة، عن مجازره بالقطاع، والتى امتدت بنفس الأسلوب إلى الضفة الغربية مع بداية هذا العام، فمنذ يوم الإثنين الماضى تفجرت الأوضاع تماما، حيث وسع الجيش الإسرائيلى عملياته فى الضفة، والتى وصلت إلى استخدام الطائرات لاغتيال الفلسطينيين ردا على ما حدث فى قلقيلية (حدث قتل المسلحين الفلسطينيين 3 إسرائيليين، فى عملية نوعية للمقاومة، وإصابة نحو 8 أشخاص كانوا فى حافلة)، حيث فُتحت النيران الإسرائيلية واسعة على قلقيلية ونابلس وجنين وطوباس.. وقرى قريبة من شمال الضفة بحثا عن منفذى الهجوم.
إن ما يحدث فى الضفة هو حالة حرب إرهابية شاملة تشبه الحرب الواسعة على غزة، حيث نفس ذريعة أحداث 7 أكتوبر 2023 تتكرر بقصة، أو طريقة، أخرى فى الضفة لاتساع الحرب، وشمولها كل الأراضى الفلسطينية، مما جعل المستوطنين يتحركون لإحراق كل أملاك الفلسطينيين فى الضفة، وكل ذلك من أعمال حكومة نيتانياهو الذى يمهد الأرض للاستيلاء على الضفة الغربية مع قدوم الرئاسة الجديدة فى أمريكا (ترامب)، حيث يتصرف المستوطنون فى الضفة تماما, وكأن القضية الفلسطينية لم تعد موجودة أو مطروحة، ويتطلعون إلى تعزيز سيطرة دولتهم المحتلة على الأراضى من خلال الضم الشامل للضفة التى يعيش فيها نصف مليون مستوطن حولوا حياة 3 ملايين فلسطينى إلى جحيم لا يطاق، ويستعدون لطردهم خارجها.
من هنا يجب على كل الأطراف الفلسطينية التوقف وعدم الانجراف وراء التهجير، ومصادرة الحق الفلسطينى بالكامل، لأن الإسرائيليين يخلقون كل الذرائع وعليكم إبطالها، وما يزيد من خطورة ما يحدث فى الضفة أنه لا يشغل العالم كله، والتركيز فى غزة ولبنان أعطى مساحة لإسرائيل لتحويلها إلى جحيم، وحرب حقيقية انتظارا لتوسيع رقعة الاحتلال، ومصادرة حق الدولة الفلسطينية فى القيام، فلم تعد هناك أرض، أو سكان، ولذلك فإن واقع الضفة مخيف، ولا يقل حالا عن كارثة غزة.
