2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رمضان.. ومعالجة الظواهر الغريبة

السبت 22 من رمضان 1446 هــ
العدد 50510
صورة لا تُخطئها العين، حيث الزحام الرمضانى المفرط، وفاعلية المستهلكين كانا سمة موسم 2025، وتلك حيوية فائقة، فالأسواق فى كل الاتجاهات، والزحام لا يتوقف، وقد كان المتصور عكس ذلك تماما للظروف الاقتصادية التى أبرز تبعاتها أن يخيم الركود على الأسواق ولم يحدث، رغم أننا نعيش فى ارتفاعات أسعار، ونسب تضخم مرتفعة، وتبرير ذلك أن قوة المجتمع، وحيويته كانت ترد على الظواهر السلبية، أو الصعبة التى نمر بها لنقول «نحن قادرون عليها»، كما أن المنطقة العربية تعيش حالة حرجة، وصعبة نتيجة حرب الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة منذ أكثر من عام، والتى انتقلت إلى لبنان، والتغييرات الكبيرة التى حدثت فى سوريا، والسودان التى تعيش حربا أهلية، واللاجئين السودانيين، والسوريين الذين مازالوا يشكلون تدفقا على السوق المصرية بكثرة وكثافة. لكن، على الرغم من كل ما سبق فإن أسواقنا منتعشة، بل وصلت إلى حد التخمة فى كل المجالات، وأبرزها ظاهرة المسلسلات التليفزيونية التى تفوق أعدادها القدرة على متابعتها رمضانيا، وبالرغم من أن بعض المسلسلات لا تعبر عنا، فيبدو أن أذواق بعض المستهلكين تبحث عن هذه النوعية فى التأليف، والإخراج، وتندفع إليها، ويلجأ بعض مؤلفى، ومخرجى هذه المسلسلات إلى تيمات يتصورون أنها شعبية لأنهم نسوا شكل أحيائنا الحقيقية، والقديمة.. نسوا مقاهى زمان، ومؤلفات نجيب محفوظ، وثلاثيته، وزقاق المدق، وأسامة أنور عكاشة.. وغيرهما من الأساتذة، ولذلك يجب معرفة القاهرة الحقيقية بأحيائها الراقية بذوقها، والتقليدية بثقافتها المعروفة، والقديمة، والبطل الشهم الذى يدافع عن حقوق الناس، والمرأة العفيفة، راقية اللسان، رغم تعليمها المحدود، بالحجة، والإقناع، والصوت الهادئ، ومحاربة النماذج الجديدة (الفتوات). وأخيرا، يجب ألا يكون العنف عنوانا لنا، وإذا كان بعض المشاهدين يحبذون هذه النوعية من المسلسلات فيجب أن نرشدهم، ونعلمهم، وألا ننساق وراءها، لأنها لا تخلق المجتمع، أو السلوكيات التى نريد أن نراها فى بلادنا، فالجرائم المروعة التى شهدها مجتمعنا فى الفترة الماضية كان وراءها هذه الظاهرة التى تريد أن تكرسها بعض هذه المسلسلات، وإذا كانت السوق تريد ذلك فإنها حالة مجتمعية تبحث عن العلاج، ويجب ألا نتأخر، أو نساعد فى زيادتها، وارتفاع وتيرتها، لأنها الخطر بعينه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى