2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الدكتور سعيد الصباغ

الخميس 20 من رجب 1445 هــ
العدد 50095
خطفنى كتاب العلاقات المصرية – الإيرانية.. قرن من التفاعلات المضطربة.. 1922- 2022 لأحد المتخصصين الكبار فى الشأن المصرى- الإيرانى، وأحد أساتذة كلية الآداب بجامعة عين شمس، ورئيس وحدة البحوث الإيرانية بمركز الشرق الأوسط (الدكتور سعيد الصباغ).

إن أهمية هذا الكتاب (الوثيقة) تأتى من أننا نحتاج، إذا أردنا استشراف علاقاتنا الإقليمية المستقبلية، أن نعود إلى الماضى، وتاريخه لاستخلاص الدروس المستفادة، حيث يركز الكتاب على أن علاقاتنا فى الماضى دخلت دائرة التنافس أكثر من كونها دائرة التعاون، بحكم التجاذبات القطبية، والتوازنات الداخلية التى أثرت على رؤية كل طرف للآخر انطلاقا من إدراك كل منهما لمكانته الإستراتيجية، وتموضعه الإقليمى، كما يركز الكتاب على فترة ما قبل الثورة على الملك فاروق، والمصاهرة مع الأسرتين المالكتين فى إيران ومصر، وكذلك فترة ما بعد قيادة ناصر المد الثورى، وتبنى حركات التحرر الوطنى، وما بعد فترة عام ١٩٧٩ (الخومينى وخامنئى، وقيادتهما المد الإسلامى، ونصر المستضعفين)، كما أبحر الدكتور الصباغ فى عمق العلاقات الإيرانية وسياساتها فى الشرق الأوسط، وتعمق فى موقف إيران من القضية الفلسطينية، وانتقل إلى حسابات الفصائل المسماة أذرع إيران فى سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وتبحر فى فكرة تصدير الثورة الإسلامية التى أزعجت كل الدول العربية، وحلل حروب إيران فى العراق وتأثيراتها على منطقة الشرق الأوسط. أعتقد أن الكتاب لا يستطيع أن يستغنى عنه أى محلل، أو مفكر يريد أن يفهم إيران المعاصرة، وأساليب التعامل معها، وقياس موقفها من كل قضايا الشرق الأوسط، كما أن الكتاب، ببساطة، وعمق، انفرد بدراسة العلاقات المصرية- الإيرانية، وتحليل جوانبها المختلفة لأكثر من ربع قرن، ولم ينسِ أن يضع روشتة لمستقبل العلاقات الإيرانية – العربية، وكيفية تجاوز التناقضات التى تؤدى إلى الحروب، واشتعال المنطقة باضطرابات لا تتوقف، وخلص إلى تحديد أهمية التقارب بينهما لتجاوز الصعاب، وكيفية التعامل مع عشرات الكتب الإلكترونية المؤهلة لإدراك المفاهيم العقائدية، والفكرية بالمنطقة العربية التى أوجدتها اختلافات الرؤى السياسية، وحروب، وصراعات الطوائف الدينية، وحلل موقف أمريكا بشكل دقيق من رؤى السياسات الإيرانية فى الشرق الأوسط، فشكرا دكتور سعيد على هذا الكتاب القيِّم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى